للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاستجيز ذلك فيهما، فإذا أميل الناس حيث لم يكن معه شيء يوجب الإمالة للكثرة فإن يقال لكسرة الإعراب أجدر) (١).

٤ - وقوله تعالى: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ} قد تقدم عند قوله: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ} (٢)

وقوله: {الْخَنَّاسِ} قال ابن عباس: هو الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس (٣).

وقال مجاهد: إذا ذكر الله خنس، وإذا لم يذكر الله انبسط على قلبه (٤). وهذا قول جماعة المفسرين في الوسواس الخناس.

ومضى تفسير الخناس عند قوله: "الخُنَّس" [التكوير: ١٥].

قال مقاتل: هو شيطان في صورة خنزير يجري في جسد العبد مجرى الدم (٥)، فإذا سها ابن آدم ابتلع قلبه فوسوس، وإذا ذكر الله خنس عنه فخرج من جسده، فهو الوسواس إذا سها ابن آدم، وهو الخناس إذا ذكر (٦).


(١) ما بين القوسين نقله عن: "الحجة" ٦/ ٤٦٦ - ٤٦٧ بيسير من التصرف.
(٢) سورة الأعراف: ٢٠، ومما جاء في تفسيرها: قوله: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ} قال الليث: الوسوسة: حديث النفس والصوت الخفي من ريح تهز قصبا أو شيئا كالهمس، وبه سمي صوت الحليّ وسواسًا.
عن ابن الأعرابي: رجل يوسوس ولا يقال موسوس، لأن نفسه توسوس له. قال تعالى: "ويعلم ما توسوس به نفسه".
(٣) "جامع البيان" ٣٠/ ٣٥٥، وقال بنحوه أيضًا قتادة. "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٤١٠.
(٤) ورد معنى قوله في: "تفسير الإمام مجاهد" ص ٧٦٢، و"جامع البيان" ٣٠/ ٣٥٥، و"بحر العلوم" ٣/ ٥٢٨، و"فتح القدير" ٥/ ٥٢٣.
(٥) غير مقروء في (ع).
(٦) ورد قوله في "تفسير مقاتل" ٢٥٧ ب، ومختصرًا في: "الكشف والبيان" ١٣/ ١٩٤ أ، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٦٣، و"فتح القدير" ٥/ ٥٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>