للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشيء كبلاغ المسافر (١).

والمعنى: أن من اتبع القرآن وعمل به كان القرآن بلاغه إلى الجنة (٢).

قوله تعالى: {لِقَوْمٍ عَابِدِينَ} قال ابن عباس: مطيعين (٣).

وقال كعب: هم أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- الذين يصلون الصلوات الخمس ويصومون شهر رمضان سماهم الله سبحانه وتعالى عابدين (٤).

وذكر (٥) بعضهم: البلاغ في هذه الآية بمعني التبليغ، على معنى: إنّ في القرآن تبليغًا من الله إلى خلقه، فلا يبقى لأحد بعده عذر. وهذا بعيد؛ لتخصيص العابدين بالذكر، ولأنه قال "بلاغًا لقوم" فوجب أن يكون البلاغ لهم، ولو كان بمعنى التبليغ لم يوصل باللام.

١٠٧ - قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} قال ابن عباس: في رواية عطاء: يريد للبر والفاجر؛ لأن كل نبي غير محمد -صلى الله عليه وسلم- إذا كُذِّب أهلك الله من كذَّبه، ومحمد أُخر من كذّبه إلى موت أو قيامة، والذي صدقه عُجلت له الرحمة في الدنيا والآخرة.


(١) انظر: "الصحاح" ٤/ ١٣١٦ "بلغ"، "لسان العرب" ٨/ ٤١٩، "القاموس المحيط" ٣/ ١٠٣.
(٢) انظر: "الطبري" ١٧/ ١٠٥، "الكشف والبيان " للثعلبي ٣/ ٤٥ ب.
(٣) ذكره القرطبي ١١/ ٣٤٩ عن ابن عباس، وذكره الماوردي ٣/ ٤٧٥ من غير نسبة. وقد روى الطبري ١٧/ ١٠٦ من طريق ابن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: عالمين. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ٦٨٦ وزاد نسبته لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٤) ذكره بهذا اللفظ عن كعب: الثعلبيُ في "الكشف والبيان" ٣/ ٤٥ ب. وقد رواه الطبري ١٧/ ١٠٥ - ١٠٦ عنه بنحوه مفرَّقَا.
قال ابن كثير -رحمه الله- في "تفسيره" ٣/ ٢٠١: "لقوم عابدين" وهم الذين عبدوا الله بما شرعه وأحجه ورضيه، وآثروا طاعة الله على طاعة الشيطان وشهوات أنفسهم.
(٥) في (د)، (ع): (وذكرهم)، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>