للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإليك البيان.

[القضية الأولى: عدم السلامة من البدع، والبعد عن اتباع منهج السلف في الاعتقاد.]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والثعلبي هو في نفسه كان فيه خير ودين، وكان حاطبَ ليل، ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع، والواحدي صاحبه كان أبصر منه بالعربية، لكن هو أبعد عن السلامة واتباع السلف" (١).

وفي موضع آخر قال: وأما الواحدي فإنه تلميذ الثعلبي، وهو أخبر منه بالعربية، لكن الثعلبي فيه سلامة من البدع، وإن ذكرها تقليدًا لغيره (٢).

وقال في منهاج السنة النبوية: والبغوي (٣) اختصر تفسيره من تفسير الثعلبي والواحدي، لكنهما أخبر بأقوال المفسرين منه، والواحدي أعلم بالعربية من هذا وهذا، والبغوي أتبع للسنة منهما (٤).

والناظر في كتب الواحدي يجد أنه على مذهب الأشاعرة في الاعتقاد وقد تقدم بيان ذلك وتفصيله في مبحث عقيدته.

[القضية الثانية: ضعف البضاعة في علم الحديث]

معرفة الحديث وسماعه وروايته شيء، والدراية به وتمييز صحيحه من


(١) "مجموع الفتاوى" ١٣/ ٣٥٤.
(٢) "مجموع الفتاوى" ١٣/ ٣٨٦.
(٣) هو الحسين بن مسعود بن محمَّد الفراء أو ابن الفراء، أبو محمَّد، ويلقب بمحيي السنة، البغوي، فقيه شافعي محدث مفسر، نسبته إلا بغا من قرى خراسان، من كتبه: تفسيره "معالم التنزيل" و"شرح السنة"، و"مصباح السنة"، توفي سنة ٥١٠ وقيل ٥١٦. ينظر: "وفيات الأعيان" ١/ ١٤٥، ومقدمة تفسيره.
(٤) "منهاج السنة" ٧/ ٣١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>