للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا قول عبد الله بن عمرو بن العاص (١) وروي أبو أمامة الباهلي حديثًا طويلًا فيه أن الغي والأثام بئران يسيل فيهما صديد أهل النار (٢).

٦٩ - وقوله: {يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} أكثر القراء الجزم في {يُضَاعَفْ} {وَيَخْلُدْ} (٣) على البدل، من الفعل الذي هو جزاء الشرط، وهو قوله: {يَلْقَ أَثَامًا} وذلك أن تضعيف العذاب لُقِيُّ جزاء الأثام في المعنى (٤)، فلما كان إيَّاه أُبدل منه، كما قال:

إن يَجْبُنُوا أو يَغدِروا ... أو يبخلوا لا يحفلوا

يغدوا عليك مُرَجَّليـ ... ـن كأنهم لم يفعلوا (٥)


(١) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٤٤، بلفظ: الأثام: واد في جهنم.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٤٤. مرفوعًا للنبي -صلى الله عليه وسلم-. وأخرجه ١٩/ ٤٥، موقوفًا على أبي أمامة، بنحو سياقه. وأخرجه مرفوعًا الطبراني، "المعجم الكبير" ٨/ ١٧٥، رقم: ٧٧٣١، وكذا الثعلبي ٨/ ١٠٣ ب، كلهم من طريق محمد بن زياد الكلبي، عن شرقي بن القطامي، عن لقمان بن عامر. قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه ضعفا، قد وثقهم ابن حبان، وقال: يخطئون. "مجمع الزوائد" ١٠/ ٣٨٩.
(٣) قرأ ابن كثير: {يُضعَّف} بتشديد العين، بغير ألف، مع الجزم في الكلمتين. والجزم مع الألف قراءة حفص عن عاصم، ونافع، وأبي عمرو، وحمزة والكسائي. وقرأ ابن عامر، وعاصم في رواية أبي بكر بالرفع في الموضعين. "كتاب السبعة في القراءات" ص ٤٦٧، و"الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٣٥٠، و"النشر" ٢/ ٣٣٤.
(٤) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٣٥٠. و"معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٧٦. بمعناه. و"إعراب القراءات السبع وعللها" ٢/ ١٢٦. ونسبه النحاس "إعراب القرآن" ٣/ ١٦٨، والأزهري، "معاني القراءات" ٢/ ٢١٩، لسيبويه، وهو بنصه في "الكتاب" ٣/ ٨٧.
(٥) أنشدهما سيبويه، "الكتاب" ٣/ ٨٧، ونسبهما لبعض بني أسد، ولم يسمه. وذكر البيتين، أبو علي في "الحجة" ٥/ ٣٥١، ولم ينسبهما. وذكرهما ابن جني، "المحتسب" ٢/ ٧٥، وعزاهما لشاعر جاهلي قديم. وابن الأنباري، في "البيان =

<<  <  ج: ص:  >  >>