للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الصف: ١٠] الآية (١). فكل من آمن وجاهد بنفسه وماله فقد ربحت تجارته، وذكر أنهم باعوا أنفسهم من الله بالجنة بقوله: {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ} [التوبة: ١١١] الآية فخسرت صفقة الكفار وربحت صفقة المؤمنين، غير أن هذا التغابن إنما يظهر في القيامة إذا صار المؤمنون إلى الجنة فربحوا الجنة ومنازلها بتجارتهم، وخسرها الكفار وصارت عاقبتهم النار، فذلك اليوم يوم التغابن علي معنى يوم ظهور التغابن.

١١ - قوله: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ}. قال ابن عباس: بعلمه وقضائه (٢).

{وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} قال مقاتل: يهد قلبه عند المصيبة فيعلم أنها من الله فيسلم لقضاء الله ويستريح، فذلك قوله: {يَهْدِ قَلْبَهُ} أي للتسليم والاسترجاع عند المصيبة، وذلك معنى قوله: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ} إلى قوله: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (٣) قال أهل المعاني: يهد قلبه للشكر عند الرخاء والصبر عند النبلاء (٤).

١٤ - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ} قال عكرمة: سأل رجل عن هذه الآية ابن عباس فقال: هؤلاء رجال من أهل مكة أسلموا وأرادوا أن يأتوا المدينة فلم يدعهم أزواجهم وأولادهم، فهو


(١) قوله: (على تجارة رابحة بقوله {هَلْ أَدُلُّكُمْ}) مكررة.
(٢) "تنوير المقباس" ٦/ ٨٥، و"زاد المسير" ٨/ ٢٨٣، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٣٧٥.
(٣) سورة البقرة: ١٥٦ - ١٥٧، وانظر: "تفسير مقاتل" ١٥٧ ب.
(٤) "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٦١، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٣٦ أ، ذكرها عن أبي بكر الوراق، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٣٧٥، وقد استشهد لهذا القول بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم -: "عجبًا للمؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرًا له .. " الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>