للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالرَّزْقُ بالفتح: هو المصدر الحقيقي، والرِّزْق: الاسم، ويجوز أن يوضع موضع المصدر (١)، وكل ما انتفع به العبد هو رزقه، من مال وولد وغيره.

وقوله تعالى: {يُنفِقُونَ} معنى الإنفاق في اللغة: إخراج المال من اليد. ومن هذا يقال: نفق المبيع إذا كثر مشتروه، فخرج عن يد البائع، ونفقت الدابة إذا خرجت روحها (٢)، والنفق (٣) سرب له مخلص إلى مكان آخر يخرج منه (٤)، والنافقاء من جحرة اليربوع: وهو الذي يخرج منه إذا أخذ من جهة أخرى، ومنه المنافق، لخروجه عن الإيمان بما ينطوي عليه من الكفر (٥).

والمراد بالإنفاق هاهنا: إنفاق فيما يكون طاعة فرضا أو نفلا؛ لأن الله تعالى مدحهم بهذا الإنفاق (٦).

٤ - قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ}. قال مجاهد: الآيات الأربع من أول هذه السورة نزلت في جميع المؤمنين (٧) سواء كانوا من العرب، أو من أهل الكتاب.


(١) "تهذيب اللغة" (رزق) ٢/ ١٤٠١.
(٢) ذكره الثعلبي ١/ ٤٧ أ، ب. وانظر. "تهذيب اللغة" (نفق) ٤/ ٣٦٣٤.
(٣) في (ب): (النعفق).
(٤) في (ب): (منه إذا)، وعند الثعلبي (يخرج إليه) ١/ ٤٧ ب، وهو في "التهذيب" دون قوله: (يخرج منه نفق) ٤/ ٣٦٣٥.
(٥) انظر: "التهذيب" (نفق) ٤/ ٣٦٣٥.
(٦) ذكر الطبري نحوه، ١/ ١٠٥.
(٧) الأثر عن مجاهد أخرجه الطبري ١/ ١٠٣، وذكره الثعلبي ١/ ٤٧ب، وابن كثير، وقال: قاله مجاهد، وأبو العالية، والربيع بن أنس، وقتادة ١/ ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>