للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥٠ - قوله {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى} ذكر أبو إسحاق وغيره من النحويين في (الأولى) ثلاث لغات:

أحدها: (الأولى) بسكون لام المعرفة.

والثانية: (الُولَى) على تخفيف الهمزة ونقل حركتها إلى لام المعرفة.

الثالثة: الولى) بطرح همزة الوصل؛ لأن اللام تحركت فاستغني عنها (١).

ومثله الأحمر والحمر ولحمر، وقراءة العامة (عادًا الأولى) (٢) أجود اللغات الثلاثة، وذلك أن التنوين اجتمع مع لام المعرفة وهما ساكنان فحرك التنوين بالكسر.

وقرأ أبو عمرو (عادًا لولى)، قال أبو عثمان: أساء عندي أبو عمرو في قراءته (عادًا لولى)؛ لأنه أدغم النون في لام المعرفة، واللام إنما تحركت بحركة الهمزة، وليست بحركة لازمة، والدليل على ذلك أنك تقول: اَلَحْمَر. فلا تحذف ألف الوصل وإن حركت اللام؛ لأنها ليست بحركة لازمة، قال: ولكن كان أبو الحسن روى عن بعض العرب أنه يقول هذا لَحْمَر قد جاء، بحذف ألف الوصل لحركة اللام (٣).


= "روح المعاني" ٢٧/ ٦٩: وقيل زعموا أن سهيلًا والشعرى ... -وذكر ما هاهنا ثم قال-: وكل ذلك من تخيلاتهم الكاذبة التي لا حقيقة لها والمتبادر عند الإطلاق وعدم الوصف: العبورة لأنها أكبر جرمًا وأكثر ضياء، وهي التي عبدت من دون الله في الجاهلية.
(١) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٧٧.
(٢) قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب (عادًا لولى) موصولة مدغمة، وذلك بإدغام التنوين في اللام بعد نقل حركة الهمزة إليها وصلًا. وقرأ الباقون (عادًا الأولى) بكسر التنوين وسكون اللام وتخفيف الهمزة من غير نقل. انظر: "حجة القراءات" ص ٦٨٧ و"النشر" ١/ ٤١١ - ٤١٢، و"الإتحاف" ص ٤٠٣ - ٤٠٤.
(٣) قلت: قول أبي عثمان -المازني: أساء أبو عمرو في قراءته .. إلى أن قال: ولكن =

<<  <  ج: ص:  >  >>