للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقتادة، واختيار الفراء والزجاج (١)، وأصله من قوله: مر الشيء على وجهه واستمر، أي: ذهب.

القول الثاني: أن معنى المستمر: القوي الشديد، وهو معنى قول ابن عباس: يريد يعلو كل سحر، وهو قول أبي العالية، والضحاك، ورواية شيبان، عن قتادة، قالوا: محكم شديد غالمب قوي (٢)، واختاره أبو عبيدة، والمبرد وابن قتيبة، فقال أبو عبيدة: (مستمر) شديد (٣)، وقال المبرد: هو من قولك: ذو مرة أي: قوة، ومنه أمررت الحبل إذا شددت فتله، واستمر فلان على كذا إذا قوي واستحكم معرفته، قال: ومر فلان، هو من هذا، لأن معناه على الحقيقة بَعُد ولم يرتدع، كقولك: مر السهم (٤)، ونحو هذا ذكر ابن قتيبة (٥)، وقول الربيع بن أنس، ويمان بن رباب: نافذ ماضٍ (٦) يعود إلى هذا؛ لأن نفوذه ومضاءه من قوته.

٣ - ثم ذكر تكذيبهم فقال {وَكَذَّبُوا} قال ابن عباس: كذبوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وما عاينوا من عظمة الله وقدرته.

{وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ} قال: ما زين لهم الشيطان من الباطل الذي هم


(١) انظر: "تفسير مجاهد" ٢/ ٦٣٥، و"تفسير مقاتل" ١٣٢ ب، و"تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٢٥٧، و"معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٤، و"معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٨٢.
(٢) انظر: "الكشف والبيان" ١٢/ ٢٢ ب، ٢٣ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٥٨، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ١٢٧.
(٣) انظر: "مجاز القرآن" ٢/ ٢٤.
(٤) انظر: "تهذيب اللغة" ١٥/ ١٩٥، و"اللسان" ٣/ ٤٦٦ (مرر) ولم أجده منسوبًا للمبرد.
(٥) انظر: "تفسير غريب القرآن" ٤٣١.
(٦) انظر: "تهذيب اللغة" ١٥/ ١٩٦، ولم ينسبه لقائل، و"الجامع لآحكام القرآن" ١٧/ ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>