للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذوو، فلما تحركت الواو والياء وانفتح ما قبلها صارت ألفًا فصار ذوا، ثم لما تحركت الواو وانفتح ما قبلها صارت ألفًا، فاجتمعت ألفان فحذفت إحداهما لالتقاء الساكنين، فبقي ذا فلم يمكن إعراب الألف، فجعل إعرابه في الذال، فلما أعربت الذال بالرفع انقلبت الألف واوًا، ولما أعربت بالخفض انقلبت ياء، ولما أعربت بالنصب بقيت ألفًا كما كانت.

١٠٦ - قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} الآية، قال الزجاج: النسخ في اللغة: إبطال شيء وإقامة آخر مقامه. والعرب تقول: نسخت الشمسُ الظل، والمعنى: أذهبت الظلّ وحلّت محلّه (١).

وقال غيره: تناسخ الأزمنة والقرن بعد القرن: هو مضي الأول ومجيء الثاني بعده يخلفه في محلّه.

ثعلب عن ابن الأعرابي: النسخ: تبديل الشيء من الشيء، وهو غيره، والنسخ: نقل شيء من مكان إلى مكان، وهو هو (٢) (٣). وروى أبو تراب (٤) عن الفراء وأبي سعيد: مسخه الله قردًا، ونسخه قردًا، بمعنى واحد (٥) (٦).


(١) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٨٩.
(٢) ساقطة من (أ)، (م).
(٣) نقله عنه في "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٥٥٨، "اللسان" ٧/ ٤٤٠٧، (مادة: نسخ).
(٤) لغوي من خراسان، استدرك على الخليل بن أحمد في كتاب العين، وله كتاب الاعتقاب. ينظر: "إنباه الرواة" ٤/ ١٠٢.
(٥) نقله عنه في "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٥٥٨، (مادة: نسخ)، وعنه أيضًا في "اللسان" ٧/ ٤٤٠٧، "تفسيرالثعلبي" ١/ ١٠٩٣.
(٦) ينظر في معاني النسخ: "تفسير الطبري" ١/ ٤٧٥ - ٤٧٦، "تفسير القرطبي" ٢/ ٦٢، "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٥٥٨، (مادة: نسخ)، "اللسان" ٧/ ٢٤٠٧، والإتقان ٣/ ٥٩، وقال صاحب "المفردات" ص ٤٩٢: النسخ: إزالة شيء بشيء يتعقبه، كنسخ الشمس الظل، والظل الشمس، والشيب الشباب، فتارة يفهم منه الإزالة، وتارة يفهم منه الإثبات، وتارة يفهم منه الأمران.

<<  <  ج: ص:  >  >>