للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لزكريا حين كان معدوما: {وَلَمْ تَكُ شَيْئًا}. قال الزجاج: (أي فخلق الولد لك كخلقك) (١).

١٠ - قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً} قال قتادة: (سأل نبي الله آية على حمل امرأته بعد ما شافهته الملائكة بالبشارة مشافهة) (٢).

قال ابن الأنباري: (وفي سؤاله الآية وجوه:

أحدها: أن التماسه الآية كان على معنى المزيد من الله والتكرمة من الله بإعطائه الآية، ليتم نعمة إلى نعمة، وكلتاهما يد من الله -عز وجل- عنده.

والثاني: [أنه لما بشر بالولد كان على يقين منه، غير أنه تاقت إلى سرعة الأمر فسأل الله آية يستدل بها على قرب ما من به عليه] (٣).

والثالث: أنه لما بشر بالولد غلب عليه طبع البشرية، فسأل الآية ليزداد بها يقينا وإيمانا، فعاقبه الله بأن حبس لسانه ثلاث ليال حين احتاج إلى مشافهة الملائكة بالبشارة إلى علامة تدل على صحة ما وعد به) (٤).

وإلى هذا ذهب الكلبي ومقاتل (٥)، وقتادة، قال (٦) قتادة: (قوله: {آيَتُكَ


= يعلم ما يكون قبل أن يكون، ويكتبه، وقد يذكره ويخبر به فيكون شيئا في العلم والذكر والكتاب لا في الخارج، قال تعالى: {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا} أي: لم تكن شيئاً في الخارج، وإن كان شيئًا في علمه تعالى. وانظر: "أضواء البيان" ٤/ ٢١٧.
(١) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٢١.
(٢) "جامع البيان" ١٦/ ٥٢، "تفسير كتاب الله العزيز" ٣/ ٧.
(٣) ما بين المعقوفين مكرر في نسخة (س).
(٤) ذكرته كتب التفسير بلا نسبة. انظر: "جامع البيان" ١٦/ ٥٢، "تفسير كتاب الله العزيز" ٣/ ٧، "معالم التنزيل" ٣/ ١٨٩.
(٥) "تفسيرمقاتل" ٢٣٢.
(٦) قوله: (قال)، ساقط من نسخة (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>