للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محبط لإبلاغ ما بلغ، وجرمه في كتمان البعض كجرمه في كتمان الكل في أنه يستحق العقوبة من ربه، وحاشا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يكتم شيئًا مما أوحي إليه ... (١).

وفي سورة الأعراف في تفسير قوله تعالى: {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} [الأعراف: ٤] ذكر السمين الأقوال في {بَيَاتًا} ومنه قوله: وقال الواحدي قوله: بياتا: أي ليلًا. وظاهر هذه العبارة أن يكون ظرفًا لولا أن يقال: أراد تفسير المعنى (٢).

٤ - المفسر سليمان بن عمر العجيلي الشهير بالجمل (٣) في تفسيره "الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية":

لقد كان كتاب "الدر المصون" للسمين الحلبي مصدرًا رئيسًا للجمل في تفسيره، نقل عنه كثيرًا، وصدر عنه، وقد وردت عنده المصادر التي أخذ منها السمين، ومنها تفسير الواحدي، فنراه يتكرر في "الفتوحات الإلهية" في المواضع التي ورد فيها في "الدر المصون" للسمين. وأذكر بعض الأمثلة التي توضح ذلك، في آية البقرة وهي قوله: {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [البقرة: ١٠٣] قال الجمل وهو يتكلم عن "المثوبة"، ... وقد جاءت مصادر على مفعول كالمعقول فهي مصدر، نقل ذلك الواحدي (٤)،


(١) "الدر المصون" ٤/ ٣٥٢. انظر "البسيط" ٢/ ل ٦٦ "نسخة جستربتي".
(٢) "الدر المصون" ٥/ ٢٥٠. انظر "البسيط" ٢/ ل ١٣٩ "نسخة جستربتي".
(٣) هو سليمان بن عمر العجيلي المصري، الأزهري، الشافعي، فقيه مفسر ولد وتوفى قي مصر سنة ١٢٠٤ هـ انظر: "هدية العارفين" ١/ ٤٠٦، و"معجم المؤلفين" ٤/ ٢٧١، و"الأعلام" ٣/ ١٣١.
(٤) "الفتوحات الإلهية" ١/ ٨٩، ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>