للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ} [هود: ٤٣] و {إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ} [طه: ٦٩]. ويقوي الحذف من جهة القياس أنه اسم قد طال، والأسماء إذا طالت فقد يحذف منها كما حذفوا من اشهيباب، واحميرار، الياء لطول الاسم، وقد جاءت مثبتة في قوله: {إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: ٢٧٥] (١).

قوله تعالى: {وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ} قال الكسائي: يقال للشيء: يلذ بالكسر لَذَاذًا ولذاذة بفتح اللام فيهما، فإذا كنت أنت الفاعل كان فعلت منه مكسورًا، ويفعل مفتوحًا، تقول: لَذِذْتُ الشيء أَلَذُّه، مثل استلْذَذته (٢).

قال مقاتل (٣): وفيها ما تشتهي الأنفس من شيء وتلذ الأعين، أنه ما من شيء تشتهيه نفس أو استلذته عين إلا وهو في الجنة، وقد عبر الله بهذين اللفظين عن جميع نعيم أهل الجنة، فإنه ما من نعمة إلا وهي تصيب النفس أو العين يستحسن بالعين أو يستطاب بالنفس، ثم تمم هذه النعم بقوله: {وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} لأنها لو انقطعت لم تطب، فإن الشيء إذا طاب بعضه [بناه] (٤)، فإذا دام كان أطيب له.

٧٢ - وقوله: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ} يعني الجنة التي ذكرها في قوله: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا} (٥) وقد ذكرنا في رواية الجنة قولين في قوله: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} وابن عباس قال في هذه الآية: خلق الله لكل نفس جنة ونارًا،


(١) انظر: "الحجة" لأبي علي ٦/ ١٥٨.
(٢) انظر: "الصحاح" للجوهري (لذذ) ٢/ ٥٧٥، "اللسان" (لذذ) ٣/ ٥٠٦.
(٣) قول مقاتل هذا غير موجود في "تفسيره" لهذه الآية ٣/ ٨٠٢.
(٤) كذا رسمها وهي غير منقوطة.
(٥) كذا في الأصل وهو تصحيف ونص الآية {تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا} [الأعراف: ٤٣].

<<  <  ج: ص:  >  >>