للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واحد (١)، وكل هذا فاسد لأنه يعرف ببديهة العقل فساد أن يكون ثلاثة واحدًا , ولو جاز هذا، لجاز أن يكون الواحد أربعة، والأربعة واحداً.

وليس هذا موضع بسط الكلام في الرد عليهم، وعلى هذا فالذي أخبر الله تعالى عنهم في قوله: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} هو معنى مذهبهم؛ لأنهم وإن لم يصرحوا بأنه واحد من ثلاثة آلهة فذلك لازم لهم، وإنما يمتنعون من العبارة، لأنهم إذا قالوا: إن كل واحد (٢) من الأقانيم إله، فقد جعلوه ثالث الآلهة، وقولهم بعد هذا وهو إله واحد مناقضة لما قالوا، وإذا كان كذلك صح أن يُخْبَر عنهم من مذهبهم ما يلزمهم، وذهب من المفسرين إلى هذا الطريق: الكلبي (٣).

وقوله تعالى: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ} (مِنْ) دخلت مؤكدة، المعنى: وما إله إلا إله واحد (٤).

وقوله تعالى: {لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، أي الذين أقاموا على هذا الدين، وعلى هذا القول. قاله الزجاج (٥).

٧٤ - قوله تعالى: {أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ}، قال الفراء: هذا أمر في لفظ الاستفهام، وقد يرد الأمر بلفظ الاستفهام كقوله تعالى: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: ٩١] (٦)، في آية تحريم الخمر. وإذا انتهينا إليها ذكرنا هذا إن شاء الله.


(١) انظر: "تفسير الطبري" ٦/ ٣١٣ - ٣١٤، "ابن كثير" ٢/ ٩٢.
(٢) في (ج): (واحدة) بالتأنيث.
(٣) لم أقف عليه.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١٩٦.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١٩٦، انظر: "زاد المسير" ٢/ ٤٠٣.
(٦) ليس في معاني القرآن، انظر: "تفسير البغوي" ٣/ ٨٢، "زاد المسير" ٢/ ٤٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>