للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أصحابنا: حقيقة الواحد في وصف الباري سبحانه: أنه واحد لا قسيم له في ذاته، ولا بعض له في وجوده، بخلاف الجملة الحاملة التي يطلق عليها لفظ الواحد مجازًا، كقولهم: دار واحدة، وشخص واحد؛

ولهذا قال أصحابنا: التوحيد: هو نفي الشريك والقسيم، والشريك والشبيه، فالله سبحانه وتعالى واحد في أفعاله، لا شريك له يشاركه في إثبات المصنوعات؟ وواحد في ذاته، لا قسيم له؟ وواحد في صفاته، لا يشبه الخلق فيها (١).

وقال أهل المعاني: في الآية تقديم وتأخير، تقديرها: وإلهكم الرحمن الرحيم إله واحد، لا إله إلا هو.

١٦٤ - قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآية، قال المفسرون: لما نزل قوله: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} عجب المشركون، وقالوا: إن محمدًا يقول: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}؛ فليأتنا بآية إن كان من الصادقين، فأنزل الله هذه الآية (٢)، وعلّمهم كيفيةَ الاستدلالِ على الصانع، وعلى


= "العجاب" ١/ ٤١٣، وأبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٤٦٢، وإسناده ضعيف؛ لضعف جويبر.
(١) ينظر في تفسير الواحد: "اشتقاق أسماء الله" لأبي القاسم الزجاجي ص٩٠ - ٩٣.
(٢) رواه الثوري في "تفسيره" ص ٥٤، وسعيد بن منصور في "سننه" ٢/ ٦٤٠، وأبو الشيخ في "العظمة" ١/ ٢٥٢، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ٢٧٢، والبيهقي في "شعب الإيمان" ١/ ١٣٠، والثعلبي ١/ ١٢٠٨ كلهم عن أبي الضحى. ورواه الطبري ٢/ ٦٠ عن عطاء، وذكرهما الواحدي في "أسباب النزول" ص ٥٠ - ٥١، وروى ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ٢٧٣ عن ابن عباس أن قريشًا سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يجعل لهم الصفا ذهبًا، فأوحى الله إليه: إني معطيهم، ولكن إن كفروا عذبتهم عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين، فنزلت، وذكره السيوطي في "لباب النقول" =

<<  <  ج: ص:  >  >>