للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المعصية (١) إلا بلطف الله عز وجل وعصمته، فاستجاب ليوسف ربه دعاءه،

وذلك أن قوله: {وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ} تأويله اللهمَّ اصرف، كما أن تأويل قول القائل: إلا تطعني أعاقبك، أطعني، قاله أبو بكر (٢).

٣٤ - وقوله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} قال ابن عباس (٣): يريد لدعائه، العليم بما يخاف من الإثم.

٣٥ - قوله تعالى: {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ} يقال: بدا له في هذا الأمر بداة، إذا تغير رأيه عما كان عليه، وظهر له رأي آخر، قال وهب والسدي (٤): إن امرأة العزيز قالت لزوجها: إن هذا العبد العبراني فضحني في الناس، يخبرهم أني راودته عن نفسه، ولست أطيق أن أعتذر بعذري، فإما أن تأذن لي فأخرج وأعتذر، وإما أن تحبسه كما حبستني، فظهر للعزيز وأصحابه من الرأي حبس يوسف.

وقوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ} يعني آيات براءته من قدِّ القميص من دبر، وخمش الوجه وإلزام الحكيم إياها، وقوله: {إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}، هذا قول المفسرين، وذكر قتادة (٥) في هذا الآيات حز الأيدي، ولست أدري أي آية فيه على براءة (٦) يوسف، فإن


(١) في (ج): (معصية) من غير آل.
(٢) "زاد المسير" ٤/ ٢٢٠.
(٣) الطبري ١٢/ ٢١٢، الثعلبي ٧/ ٨١ أ، البغوي ٤/ ٢٣٩.
(٤) الطبري ١٢/ ٢١٣، الثعلبي ٧/ ٨١ أ، "زاد المسير" ٤/ ٢٢١، البغوي ٤/ ٢٣٩، القرطبي ٩/ ١٨٧.
(٥) الطبري ١٢/ ٢١٢، عبد الرزاق ٢/ ٣٢٣.
(٦) قال ابن عطية ٧/ ٥٠٥: (وخمش الوجه وحز النساء أيديهن ليس فيهما تبرئة ليوسف، ولا تتصور تبرئة إلا في خبر القميص).

<<  <  ج: ص:  >  >>