للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال صاحب النظم: (هذا من باب الإيماء بالشيء إلى الشيء؛ لأن الوِرْد وُرُوْد الماء، ولا يَرِدُ أحدًا الماء إلا بعد العطش ليشرب، فأوماء بهذا إلى أنهم عطاش يساقون إلى النار) (١). ومضى الكلام في الورد عند قوله: {وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ} [هود: ٩٨].

٨٧ - قوله تعالى: {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَة} أي: لا يملك هؤلاء الكافرون الشفاعة. والمعنى: لا يشفعون ولا يشفع لهم حين يشفع أهل الإيمان بعضهم لبعض وهو قول: {إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ} و {مِّن} في موضع نصب على استثناء ليس من الأول على معنى: لا يملك الشفاعة المجرمون، ثم قال: {عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} على معنى: لكن من اتخذ عند الرحمن عهدًا فإنه يملك الشفاعة (٢).

قال ابن عباس في رواية الوالبي: (العهد: شهادة أن لا إله إلا الله، ويتبرأ إلى الله من الحول والقوة، ولا يرجو إلا الله) (٣).

ومضى الكلام في تفسير اتخاذ العهد عند قوله: {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} [مريم: ٧٨].

٨٨ - قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا} يعني: اليهود،


(١) ذكرت كتب التفسير نحوه بلا نسبة.
انظر: "الكشاف" ٢/ ٤٢٣، "زاد المسير" ٥/ ٢٦٤، "البحر المحيط" ٦/ ٢١٧، "روح المعاني" ١٦/ ١٣٦، "لسان العرب" (ورد) ٨/ ٤٨١٠.
(٢) "جامع البيان" ١٦/ ١٢٨، "المحرر الوجيز" ٩/ ٥٣٦، "البحر المحيط" ٦/ ٢١٧، "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٤٦، "إملاء ما من به الرحمن" ١/ ١١٧ "إعراب القرآن" للنحاس ٢/ ٣٢٦.
(٣) "جامع البيان" ١٦/ ١٢٨، "المحرر الوجيز" ١١/ ٥٧، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٥٣، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ١٥٤، "الدر المنثور" ٤/ ٥١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>