للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومقاتل: معجبين (١). وذكرنا تفسير هذا الحرف في سورة يس (٢).

١٩ - قوله تعالى: {هَنِيئًا} يقال: هَنُؤَ يَهْنُؤ هَنَاءَةً فهو هنيء (٣). وهنيئًا هاهنا نعت محذوف على تقدير: إمتاعًا هنيئاً، وأمرهم بالأكل والشرب يدل على الإمتاع، كأنه قيل: أمتعتم بنعيم الجنة إمتاعًا هنيئًا، ويجوز أن يقول: أراد شربًا هنيئًا، أو أكلاً هنيئًا. واقتصر على صفة مصدر أحد الفعلين من الآخر. وقال الزجاج: (هنيئاً) صفة في موضع المصدر، أي: ليهنأكم ما صرتم إليه هنيئا (٤). وذكرنا تفسير الهنيء في أول سورة النساء (٥).

قال مقاتل: يعني حلالاً.


(١) انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٢٨٣، "تفسير مقاتل" ١٢٨ ب.
(٢) عند تفسيره لآية (٥٥) من سورة يس قال: {فَاكِهُونَ} قال ابن عباس: ناعمون. وقال مقاتل وقتادة: أي معجبون بما هم فيه. وهو قول الحسن والكلبي. وهذان القولان عليهما أهل التفسير ولكل منهما أجل في اللغة. فمن قال فاكهين ناعمين، فاصله من الفكهية والفاكهة وهي المزاح والكلام الطيب. يقال: فاكهت القوم بملح الكلام مفاكهةً. روى أبو عبيد عن زيد: الفَكِهُ الطيب النفس الضحوك .. ومن قال الفاكهة المعجب فإن العرب تقول: فكهنا من كذا أي تعجبنا. ومنه قوله تعالى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} أي تعجبون. وانظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٦٣، "تهذيب اللغة" ٦/ ٢٥ (فكه)، "الأضداد" لابن الأنبارى ٥٤.
(٣) انظر: "تهذيب اللغة" ٦/ ٤٣٣ (هنا) ذكره عن الليث.
(٤) انظر: "معاني القرآن" ٥/ ٦٣.
(٥) عند تفسيره لآية (٤) من سورة النساء. ومما قال: قال الأصمعي: يقال في الدعاء للرجل: هنئت ولا تَنْكَه. أي أصبت خيرًا ولا أصابك التفسير. وقال أبو الهيثم: معنى قوله {هنئت} يريد ظفرت على الدعاء له. وأصل الهنيء من الهناء. وهو معالجة الجرب بالقطران. فالهنيء شفاء من المرض كالهناء شفاء من الجرب، قال المفسرون: معنى الهنيء الطيب المساغ الذي لا ينغصه شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>