للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تُحْشَرُونَ} أي: فيجزيكم بأعمالكم.

٩٧ - قوله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} الآية. قال مجاهد: سمي البيت كعبة لتربيعها (١)، وقال مقاتل: سميت الكعبة كعبة لانفرادها من البنيان (٢)، والقولان يرجعان إلى أصل واحد وهو الكعوبه بمعنى النتوّ والخروج، ويقال للجارية إذا نتا ثديها وخرج كَعَبَ وكَعاب، وكعب الإنسان سمي كَعبًا لنتوه من موضع. فالمربع كعبة لنتو زوايا التربيع، والمنفرد من البنيان كعبة لنتوه من الأرض (٣).

والبيت الحرام معناه: أن الله تعالى: حرم أن يصاد عنده وأن يختلى ما عنده من الخلا، وأن يعضد شجره وما عظم من حرمته (٤)، واختلف المفسرون وأصحاب المعاني في هذه الآية: فقال ابن عباس في بعض الروايات في قوله: {قِيَامًا لِلنَّاسِ} قيامًا لدينهم، ومعالم لحجهم (٥).

وقال سعيد بن جبير: {قِيَامًا لِلنَّاسِ} صلاحًا لدينهم (٦)، فعلى هذا القيام مصدر قولك: قام قيامًا، والمعنى أن الله تعالى جعل الكعبة سببًا لقيام الناس إليها للحج وقضاء النسك، فيصلح بذلك دينهم؛ لأنه تحط عنهم الذنوب والأوزار عندها، ويغفر لهم ما اقترفوه قبل حجها، ويكون


(١) أخرجه الطبري ٧/ ٧٦ عن مجاهد وعكرمة، "معاني الزجاج" ٢/ ٢١٠.
(٢) "تفسيره" ١/ ٥٠٧.
(٣) "النكت والعيون" ٢/ ٦٩، والبغوي ٣/ ١٠٣، ١٠٤، و"اللسان" ١/ ٧١٨، ٧١٩ (كعب).
(٤) "تفسير الطبري" ٧/ ٧٦، "النكت والعيون" ٢/ ٦٩.
(٥) أخرجه الطبري ٧/ ٧٧، و"الدر المنثور" ٢/ ٥٨٨.
(٦) أخرجه الطبري ٧/ ٧٧، و"النكت والعيون" ٢/ ٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>