للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢٩ - قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}. قال أهل المعاني: خص الله تعالى الأكل بالنهي عنه تنبيهًا على غيره؛ لأنه أيضًا لا يجوز جمع المال من الباطل، ولا هِبتُه، ولا التصرف فيه. ولكن المعظم والمقصود من المال الأكل والإنفاق، فنص عليه تنبيهًا على غيره، كما قال: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى} الآية [النساء: ١٠]، وكما يحرم أكل مال اليتيم بالظلم يحرم إنفاقه في غير الأكل.

وقوله تعالى: {بِالْبَاطِلِ} قال ابن عباس: يريد بما لم يحله لكم (١).

وقال الكلبي: يقول: لا تأكلوها إلا بحقها (٢).

قال أصحاب المعاني: الباطل اسم جامع لكل ما لا يَحلّ في الشرع كالربا والغصب والسرقة والخيانة وكل محرم محظور.

نهى بهذه الآية عن جميع المكاسب الباطلة بالشرع.

قال الزجاج: حرم الله عز وجل المال، إلا أن يُؤخذ (٣) على السبيل (٤) الذي ذكر من الفرائض في المواريث والمهور والتسري (٥) والبيع والصدقات التي ذُكرت وجوهها (٦).

ثم قال: {إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} وأجمعوا على أن هذا


(١) لم أقف عليه، وقد ذكر المؤلف نحوه في "الوسيط" ٢/ ٥١٠ دون نسبة لأحد.
(٢) لم أقف عليه.
(٣) في "معاني الزجاج" (يوجد) ولعل المثبت هنا أصوب.
(٤) في "معاني الزجاج" (السبل) بالجمع.
(٥) في (أ)، (د) والشرى، انظر: "معاني الزجاج" ٢/ ٤٤.
(٦) انتهى من "معاني الزجاج" ٢/ ٤٤

<<  <  ج: ص:  >  >>