للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو إسحاق (١): (وليس بين النسّابين اختلاف أن اسم أبي إبراهيم تارح (٢)، والذي في القرآن يدل على [أن] (٣) اسمه آزر فكأن آزر لقب له، وقيل: آزر عندهم ذمّ في لغتهم، كأنه قيل: وإذ قال إبراهيم لأبيه المخطئ، كأنه عابه بزيغِه وتعوّجِه عن الحق)، ونحو هذا قال الفراء (٤) سواء.

وقال ابن الأنباري: (قد يغلب على اسم الرجل لقبه حتى يكون به أشهر منه باسمه، فيمكن أن يكون آزر اسم أبي (٥) إبراهيم الصحيح وتارح (٦) لقب له، وجائز أن يكون آزر لقبًا أبطل الاسم لشهرة الملقّب به، فخبّر الله تعالى بأشهر اسميه؛ لأن اللقب مضارع للاسم) (٧).

٧٥ - قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} قال الزجاج: (أي: ومثل ما وصفنا من قصة إبراهيم من قوله لأبيه ما قال نريه {مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (٨) يعني: كما أريناه استقباح ما كان عليه أبوه وقومه من عبادة الأصنام نريه الملكوت للاعتبار.


(١) "معانى الزجاج" ٢/ ٢٦٥ بتصرف، وزاد: (وقيل: آزر: اسم صنم).
(٢) في (ش): (تارخ)، بالخاء المعجمة، وعند الزجاج بالمهملة.
(٣) لفظ: (أن) ساقط من (أ).
(٤) "معاني الفراء" ١/ ٣٤٠.
(٥) جاء في (أ): (أب)، في كل المواضع السابقة.
(٦) في (ش): (تارخ)، في كل المواضع السابقة.
(٧) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٦٦، وابن الجوزي ٣/ ٧١، والراجح أن آزر اسم أبي إبراهيم، وهو علم وليس لقب؛ لأن ظاهر القرآن والمحفوظ عن أهل العلم وغيره مجرد احتمالات ودعوى تحتاج إلى دليل، وهو اختيار الطبري في "تفسيره" ٧/ ٢٤٢ - ٢٤٣، وابن كثير ٢/ ١٦٨، وغيرهما، وانظر: "المعارف" لابن قتيبة ص ٣٠، وابن عطية ٥/ ٥٢٥١، و"المعرب" للجواليقي ص ١٣٤، والرازي ١٣/ ٣٧، والقرطبي ٧/ ٢٢.
(٨) "معانى الزجاج" ٢/ ٢٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>