للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥٧ - قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} قال الكلبي: هم اليهود والنصارى والمشركين (١) أما اليهود فإنهم قالوا: يد الله مغلولة وإن الله فقير ونحن أغنياء وقالت النصارى المسيح ابن الله وإن الله ثالث ثلاثة وقال المشركون: الملائكة بنات الله والأصنام شركاؤه [وسبوا] (٢) رسول الله وكسروا رباعيته وقالوا: مجنون شاعر كذاب (٣). ونحو هذا قال قتادة (٤)

يدل على صحة هذا التفسير ما روى عبد الله بن قيس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله أن يجعل له يدًا ويجعل له ولدًا وهو على ذلك معافيهم ومعطيهم ويرزقهم" (٥) وحقيقة معنى يؤذون الله يخالفون أمر الله ويعصونه ويقولون في وصفه ما هو منزه عنه والله تعالى لا يلحقه أذى ولكن لما كانت المخالفة فيما بيننا والخروج عن أمر الله يسمى إيذاء له خاطبنا الله بما نعرفه في تخاطبنا.

وقوله: {لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} قال مقاتل: يعني باللعنة في الدنيا: القتل والجلا وأما في الآخرة فإن الله يعذبهم بالنار فذلك قوله (٦)


(١) هكذا في النسخ وهو خطأ والصواب: المشركون.
(٢) ما بين المعقوفين طمس في (ب).
(٣) ذكره ابن الجوزي في "تفسير زاد المسير" ٦/ ٤٢٠ غير منسوب لأحد، الواحدي في "الوسيط" ٣/ ٤٨٢ وعزاه للمفسرين.
(٤) لم أقف عليه.
(٥) رواه مسلم في "صحيحه" كتاب صفات المنافقين، باب: لا أحد أصبر على أذى من الله -عز وجل- ٤/ ٢١٦٠ رقم (٢٨٠٤) عن عبد الله بن قيس: قال: قال رسول -صلى الله عليه وسلم-: "ما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله تعالى، إنهم يجعلون له ندًا ويجعلون له ولدًا، وهو مع ذلك يرزقهم ويعافيهم ويعطيهم".
(٦) انظر: "تفسير مقاتل" ٩٥ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>