للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: أنه يقول في كثير من المواضع في تفسيره هذا: وقال أصحابنا، يعني بهم الشافعية (١).

ومنها: أنه يقتصر في الغالب على قول الشافعي، ويُعْنى بذكره، من بين المذاهب (٢).

[عقيدته]

وأما أشعريته: فهي واضحة من خلال كتبه، فالمتتبع لمواضع الاختلاف بين أهل السنة والأشاعرة، أو بين المعتزلة والأشاعرة، يجده يقرر بكل وضوح عقيدة الأشاعرة، ولا غرو فهي العقيدة الغالبة على أهل بلده، وفي أشياخه أعلام كبار من حملة لواء العقيدة الأشعرية، ممن قرروا قواعده وأصّلوا أصوله، كأبي إسحاق الإسفراييني (٣) الذي أخذ عند عامة شيوخ نيسابور الأصول وعلم الكلام (٤)، وعبد القاهر البغدادي (٥) الذي يعَدّ -كذلك- من أئمة الشافعية الأشاعرة والمبرزين فيهم (٦).

ولعلي أضرب أمثلة من خلال تفسيريه "البسيط" و"الوسيط" تدل على، ذلك وتؤكده:

١ - فعند قوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: ١٦٣] قال: "قال أصحابنا: حقيقة الواحد في وصف الباري سبحانه


(١) ينظر: مبحث منهجه في آيات الأحكام.
(٢) ينظر: مبحث منهجه في آيات الأحكام.
(٣) ينظر ترجمته في مبحث شيوخه.
(٤) ينظر: "طبقات الشافعية" للسبكي ٤/ ٢٥٧. وينظر ترجمة أبي إسحاق في مبحث شيوخه.
(٥) ستأتي ترجمته لاحقاً في مبحث شيوخه.
(٦) انظر ترجمته في مبحث شيوخه.

<<  <  ج: ص:  >  >>