للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٤٦ - قوله تعالى: {وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ} يقال: نفحت الرائحة تنفح نفحًا ونفوحًا, وله نفحة طيبة ونفحة خبيثة، ونفحت الدابة إذا رمحت برجلها، ونفحه بالسيف إذا تناوله شزرًا (١)، ونفحه بالمال نفحًا، وله نفحات من المعروف أي: دفعات (٢). هذا معنى النفح في اللغة، ثم يقال: نفحة الريح، ونفحة الدم: أول (٣) فورة منه (٤).

قال أبو إسحاق: أي: مسهم (٥) أدنى شيء من العذاب (٦).

وقال المبرد: النفحة: الدفعة (٧) من الشيء التي دون معظمه. يقال: نفحه نفحة بالسيف للضربة الخفيفة.

وهذا موافق لقول ابن عباس في "تفسيره" {نَفْحَةٌ} قال: طرف (٨).


(١) في (ع): (شررًا).
ومعنى تناوله شزرًا: أي: تناوله بالسيف من بعيد ومال بطعنه يمينا أو شمالا فذهب به عن الوجه وأصاب طرفا منه. انظر: "الصحاح" ٢/ ٦٩٧ (شزر)، ١/ ٤١٢ (نفح)، "لسان العرب" ٤/ ٤٥٤ - ٤٠٥ "شزر".
(٢) "تهذيب اللغة" للأزهري ٥/ ١١ - ١١٢ (نفح) منسوبًا إلى الليث، إلا أن فيه (نفح الطيب) بدل (نفحت الرائحة) كما هنا. وهو في "العين" ٣/ ٢٤٩ (نفح) مع اختلاف يسير جدًّا.
(٣) في (د): (أوفورة)، وفي (ع): (أي: فورة)، والصواب ما أثبتنا، وهو الموافق لما في "تهذيب اللغة".
(٤) "تهذيب اللغة" للأزهري ٥/ ١١٣ (نفح) منسوبًا إلى خالد بن جنبة من رواية شمر عنه.
وانظر: (نفح) في "الصحاح" ١/ ٤١٢ - ٤١٣، "لسان العرب" ٢/ ٦٢٢ - ٦٢٣.
(٥) في (د)، (ع): (مستهم).
(٦) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٩٣.
(٧) في (د)، (ع): (الوقعة).
(٨) ذكره عنه الثعلبي في "الكشف والبيان" ٣/ ٣٠ أ، والبغوي ٥/ ٣٢١، وابن =

<<  <  ج: ص:  >  >>