للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو إسحاق: هذه القراءة لا مخرج لها في العربية لأن كل جمع بعد ألفه حرفان لم ينسب إليه نحو مساجد، ومجاوز الثلاثة لا تجمع بياء النسب لو جمعت عبقريًا كان جمعه عباقرة كما أنك (١) لو جمعت مهلبيا، مهالبة ولم يقل مَهَالبي (٢).

وقال المبرد: أخطأ القاسم في "عباقري" أنه لو كان له وجه لكان ترك الإجراء وجه الإعراب, لأن ياء النسب تجعله كالواحد كقولك مدائني فينصرف؛ لأنه يصير إلى الواحد ويزول عنه بناء الجمع، ومن نسب إلى عباقر وهو جمع لم يجز إلا عبقري كالنسب إلى مساجد مسجدي، وإلى الفرائض فرضي، وإن كان اسما لواحد قلت عباقري فتصرفه، كما تقول في كلاب (٣)، وفي المدائني مدائني لأنه اسم لواحد، ولو نسب إلى جماعة الكلاب قيل كلبي.

ثم ختم السورة بما ينبغي أن يمجد به ويعظم فقال، قوله -عَزَّ وَجَلَّ-:

٧٨ - {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} تقدم تفسير الجلال والإكرام في هذه السورة.

وقرأ ابن عامر: ذو الجلال (٤) والإكرام بالرفع إجراء على الاسم وذلك دليل ظاهر على أن الاسم هو المسمى؛ لأن ذو الجلال من صفة الله -عَزَّ وَجَلَّ- لا من صفة التسمية.


(١) في (ك): (أنكر).
(٢) انظر: "معاني الزجاج" ٥/ ١٠٤ - ١٠٥.
(٣) كذا في (ك)، ولعلها (كلاب كلابي).
(٤) قرأ ابن عامر "ذو الجلال" صفة للاسم، والباقون "ذي الجلال" صفة للرب.
انظر: "حجة القراءات" ص ٦٩٤، و"الحجة للقراء السبعة" ٦/ ٢٥٣، و"النشر" ٢/ ٣٨٢، و"الإتحاف" ص ٤٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>