للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المنافقون يحذرون هذا وهم ينطوون (١) على الكفر ومجانبة الإيمان؟.

قيل: هذا لا يلزم على مذهب الزجاج، حيث جعل (٢) قوله: (يحذر) بمعنى الأمر (٣)، وإن جعلته خبرًا فالمنافقون كانوا ينحرفون عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حسدًا له (٤) وبغيًا، وقلوبهم تشهد بصدقه، وهم يخافون نزول سورة عليه يكشف فيها أمرهم، إذا كانوا لا يشكون في نزول الملائكة عليه، وأن الله يطلعه من الغيب على ما هو مستور عن غيره، هذا كلام ابن الأنباري (٥)، وقد أشار الزجاج إلى هذه الجملة حيمث قال في قوله: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ}: (ويجوز أن يكون خبرًا عنهم؛ لأنهم كانوا يكفرون عنادًا وحسدًا) (٦).

٦٥ - وقوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ}، قال ابن عمر، وزيد بن أسلم والقرظي: (قال رجل من المنافقين في غزوة تبوك: ما رأيت مثل هؤلاء أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء، يعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين، فقال له عوف بن مالك (٧): كذبت، ولكنك منافق [لا خير فيك] (٨)، لأخبرن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذهب عوف ليخبره فوجد القرآن قد


(١) في (ى): (يبطنون)، بلا نقط.
(٢) في (م): (يجعل).
(٣) انظر: "معاني القرآن واعرابه" ٢/ ٤٥٩.
(٤) ساقط من (ى).
(٥) ذكره ابن الجوزي ٣/ ٤٦٣ بمعناه مختصرًا، وأشار إلى أن محمد بن القاسم بن الأنباري اختاره.
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٥٩.
(٧) هو: عوف بن مالك بن أبي عوف الأشجعي، صحابي مشهور، من مسلمة الفتح، وقيل: إنه شهد الفتح، وكانت معه راية أشجع، توفي سنة ٧٣ هـ. انظر: "الكاشف" ٢/ ١٠١، و"الإصابة" ٣/ ١٨٢، و"تقريب التهذيب" ص ٤٣٣ (٥٢١٧).
(٨) ما بين المعقوفين ساقط من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>