للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عباس: (أقر بالعبودية على نفسه، وبربوبية الله أول ما تكلم) (١). {آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} أي: حكم لي بإيتاء الكتاب والنبوة فيما قضى وسبق، وهذا إخبار عما سبق له مما هو كائن فيما بعد. وقال قوم: (أخبر عما حصل له؛ لأن الله تعالى علمه وهو في بطن أمه التوارة والحكمة والخط وجعله نبيا ينبئ عن الله، وكان كلامه في حال الرضاع معجزته، وذلك أن الله تعالى كمل عقله في ذلك الوقت). والأول قول عكرمة وجماعة (٢). والثاني معنى قول ابن عباس في رواية عطاء (٣).

٣١ - قوله تعالى: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا} قال ابن عباس: (لأن أدعوا إلى الله وإلى توحيده وعبادته) (٤).

وقال مجاهد: (جعلني معلما للخير نفاعا) (٥). وقال غيره: (بركته (٦) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) (٧).

{وَأَوْصَانِي} أمرني، وتقدم إلى {بِالصَّلَاةِ} بإقامتها {وَالزَّكَاةِ} أي:


(١) ذكر نحوه "معالم التنزيل" ٥/ ٢٣٠، و"ابن كثير" ٣/ ١٣٣، "القرطبي" ١١/ ١٠٢، "فتح القدير" ٣/ ٣٣٢.
(٢) "جامع البيان" ١٦/ ٨٠، "المحرر الوجيز" ٩/ ٤٦٤، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٣٠، "ابن كثير" ٣/ ١٣٣، "الدر المنثور" ٤/ ٤٨٧.
(٣) "بحر العلوم" ٢/ ٣٢٣، "ابن كثير" ٣/ ١٣٣، "زاد المسير" ٥/ ٢٢٩.
والقول الأول أولى، وقد ضعف القول الثاني عدد من المفسرين، قال ابن عطية في "تفسيره" ١١/ ٢٩: وهذا في غاية الضعف.
(٤) "معالم التزيل" ٣/ ١٩٥.
(٥) "جامع البيان" ١٦/ ٨١، "المحرر الوجيز" ٩/ ٤٦٤، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٣٠، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٣٣، "زاد المسير" ٥/ ٢٢٩.
(٦) في (س): (تركته)، وهو تصحيف.
(٧) المراجع السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>