للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعنى: {رُشدًا} أمرا ذا رشد، وعلما ذا رشد) (١)، وذكرنا معنى الرشد عند قوله: {وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشَدِ} [الأعراف: ١٤٦] وفي موضع آخر.

وهذه الآية بيان عما يوجبه العلم من تعظيم صاحبه، ألا ترى كيف دعت موسى مع جلالة شأنه وما أتاه الله من التوراة والعلم، في إتباع من يتعلم منه فيزداد إلى علمه.

قال أبو إسحاق: (وفيما فعل موسى وهو من جلة الأنبياء عليهم السلام من طلب العلم والرحلة في ذلك، ما يدل على أنه لا ينبغي لأحد أن يترك طلب العلم، وإن كان قد بلغ نهايته، وأحاط بأكثر ما يدركه أهل زمانه، وأن يتواضع لمن هو أعلم منه) (٢).

وقال قتادة: (لو كان أحد مكتفيًا من العلم لاكتفى موسى نبي (٣) الله حيث قال: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ} الآية) (٤).

٦٧ - وقوله تعالى: {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} هذا قول الخضر لموسى عليهما السلام. قال ابن عباس: (يريد لن تصبر على صنيعي؛ لأني علمت علم غيب، علم ربي) (٥).

٦٨ - وقال أبو إسحاق: (ثم أعلمه العلة في ترك الصبر، فقال:


(١) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ١٥٥.
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٠١.
(٣) في (س): (نجبى)، وهو تصحيف.
(٤) "روح البيان" ١٥/ ٢٧٤، "مجمع البيان" ٦/ ٤٤٦.
(٥) ذكر نحوه "جامع البيان" ١٥/ ٢٨٠، "ومعالم التنزيل" ٣/ ١٧٣، و"الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>