للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشقاق: الانفصال، من قولهم: انشق انشقاقًا وشقه شاقًّا، والشقان: الجانبان انفصل أحدهما عن الآخر، وشاقه شقاقًا: إذا صار في شق عدوه بأن باينه وخالفه.

وشاقوا الله: مجاز، وحقيقته (١): شاقوا أولياء الله (٢)؛ ألا ترى أن أبا إسحاق قال: صاروا في شق غير شق المؤمنين (٣).

١٤ - قوله تعالى: {ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ} قال مقاتل: يعني القتل يوم بدر وضرب الملائكة الوجوه والأدبار (٤) فعنده الإشارة تعود إلى ما ذكر (٥)، والصحيح أن الإشارة بقوله {ذَلِكُمْ} تعود على (٦) ما عاد عليه (٧) قوله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ} وهذا قريب مما قاله (٨)؛ لأن قتلهم يوم بدر حصل بذلك الضرب.


(١) في (ح): (وحقيقة).
(٢) بل مشاقة الله لا تقتصر على مشاقة أوليائه فهي تعني مخالفته وسبه بادعاء الشركاء والولد له، ومحاربة دينه، وترك شرعه، وغير ذلك من أنواع المشاقة، قال الإمام ابن كثير ٢/ ٣٢٥: ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله، أي: خالفوهما فساروا في شق، وتركوا الشرع والإيمان به واتّباعه في شق.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج ٢/ ٤٠٥.
(٤) "تفسير مقاتل" ١١٩ ب، وقد تصرف الواحدي في عبارته.
(٥) في (ح): (ما ذكره).
(٦) في (خ) و (س): (إلي).
(٧) في (ح): (إليه).
(٨) الفرق بين قول مقاتل وما رجحه الواحدي هو أن مقاتل يرى أن الإشارة تعود إلى القتل والضرب، والواحدي يرى أن الإشارة تعود إلى الضرب فقط وهو ما ذكره ابن جرير ١٣/ ٤٣٣ والخلاف يسير؛ لأن ضرب الأعناق يعني القتل لا سيما من ملك.

<<  <  ج: ص:  >  >>