الأول: أن ذلك حقيقة، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ أرسل إليه فهدم رؤي الدخان يخرج منه، من رواية سعيد بن جبير، وقال بعضهم: (كان الرجل يدخل فيه سعفة من سعف النخل فيخرجها سوداء محترقة)، وذكر أهل التفسير أنه كان يحفر ذلك الموضع الذي انهار فيخرج منه دخان، وروى عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود أنه قال: (جهنم في الأرض ثم تلا {فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ} وقال جابر ابن عبد الله: (أنا رأيت الدخان يخرج منه على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -). والثاني: أن ذلك مجاز، والمعنى: صار البناء في نار جهنم فكأنه انهار إليه، وهوى فيه، وهذا كقوله تعالى: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} [القارعة: ٩]، والظاهر الأول؛ إذ لا إحالة في ذلك، والله أعلم.