للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا معنى قول ابن عباس في رواية عطاء، قال: يريد أرشد أوليائي إلى العمل بطاعتي، وأحول بين أعدائي أن يعملوا بطاعتي (١). فذكر معنى الإضلال (٢).

١٣ - قوله {وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى} يعني الدارين: الدنيا، والآخرة (٣).

قال الكلبي: أي ثواب الدنيا والآخرة (٤)، (كقوله: {فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النساء: ١٣٤]) (٥).


= الثاني: إن الذي بيد الله تعالى نوعان: فضل وعدل.
الثالث: إن قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لبيك وسعديِك، والخير في يديك، والشر ليس إليك" كالتفسير للآية، ففرق بين الخير والشر، وجعل أحدهما في يدي الرب سبحانه، وقطع إضافة الآخر إليه مع إثبات عموم خلقه لكل شيء.
انظر: "شفاء العليل" ٤٤٧.
وهذا القول في الخير والشر ينطبق على ما جاء بالقول علينا الهدى والضلال، وذلك لأن الضلال من الشر.
فالشر لا يُضاف إلى الرب تعالى لا وصفًا ولا فعلًا ولا يتسمى باسمه بوجه من الوجه وإنما يدخل في مفعولاته بطريق العموم. "شفاء العليل" ص ٤٤٧.
(١) "التفسير الكبير" ٣١/ ٢٠٣.
(٢) قد اتفقت رسل الله من أولهم إلى آخرهم، وكتبه المنزلة عليهم على أنه سبحانه يضل من يشاء، ويهدي من يشاء، وأنه من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأن الهدى والإضلال بيده لا بيد العبد، وأن العبد هو الضال أو المهتدي، فالهداية والإضلال فِعلُه سبحانه وقدره، والاهتداء والضلال فعل العبد وكسبه. "شفاء العليل" ص ١١٧.
(٣) بهذا قال الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٢٢٦، والسمرقندي في "بحر العلوم" ٣/ ٤٨٥.
(٤) "النكت والعيون" ٦/ ٢٨٩.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>