للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنهم يوافقون مشيئة الله، فلا يطعمون من لم يطعمها الله، فقد أخطأوا؛ لأن الله تعالى لو شاء لأغنى الخلق كلهم ولكنه قسم المعيشة بينهم، فأغنى بعضًا وأفقر بعضا؛ ليبلو الغني بالفقير فيما فرض له من ماله من الزكاة وندبه إليه من التطوع بالمساواة؛ ليصح التكليف والابتلاء وأن يعترض (١) على المشيئة.

قوله تعالى: {إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} قال ابن عباس: يريدون المؤمنين (٢).

وقال مقاتل بن سليمان، ومقاتل بن حيان: ثم قالوا لأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: {إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} قالوا في اتباعكم محمدًا وترك ديننا (٣).

وقال الكلبي: يقول الله: {إِنْ أَنْتُمْ} يا أهل مكة {إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} أي خطأ بين (٤) (٥).

٤٨ - وقوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} قال


= ابن الجوزي في "زاد المسير" ٧/ ٢٤، والطبرسي في "مجمع البيان" ٨/ ٦٦٧، وأورده القرطبي ١٥/ ٣٧ ونسبه لابن عباس.
(١) هكذا في النسخ، هو خطأ، ولعل الصواب: وأن لا يعترض.
(٢) لم أقف عليه عن ابن عباس، وقد ذكره أكثر المفسرين ولم ينسبه أحد حسب علمي لابن عباس، بل نسبه بعضهم لقتادة انظر مثلاً: الماوردي ٥/ ٢٢، "مجمع البيان" ٨/ ٦٦٧. ومنهم من ذكره ولم ينسبه لأحد. انظر: "الطبري" ٢٣/ ١٢، "القرطبي" ٢٧/ ١٥، "بحر العلوم" ٣/ ١٠٢.
(٣) "تفسير مقاتل" ١٠٧ ب. انظر: "القرطبي" ١٥/ ٣٧.
(٤) في (ب): زيادة (أي خاط خطأ بين)، وهو خطأ.
(٥) لم أقف على من نسبه للكلبي. وانظر: "الطبري" ٢٣/ ١٢، "بحر العلوم" ٣٠/ ١٠٢، "القرطبي" ١٥/ ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>