للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيما ينهى عنه بأمره (١).

قال مقاتل: ثم ذكر أن الفيء للفقراء المهاجرين (٢).

٨ - قال أبو إسحاق: بين المساكين الذين لهم الحق بقوله: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ} (٣) يعني أن قوله: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ} بدل من قوله للمساكين في الآية الأولى، وأنه عني بالمساكين هؤلاء {الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ}، يعني أن كفار مكة أحوجوهم (٤) إلى الخروج، فهم الذين أخرجوهم.

قوله تعالى: {يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ} قال مقاتل: يعني رزقًا في الجنة {وَرِضْوَانًا} رضا ربهم (٥).

قال ابن عباس: ابتغوا فضل الله واختاروا رضوان الله على الدور والأموال فقبل الله ذلك منهم، وشكر سعيهم وسماهم الصادقين في قوله:


(١) وممن قال بذلك ابن مسعود، وابن عباس، وعمر بن الخطاب، وأبو هريرة، والشافعي.
انظر: "صحيح البخاري"، كتاب: التفسير، باب: وما آتاكم الرسول فخذوه، ٦/ ١٨٤، و"إعراب القرآن" للنحاس ٣/ ٣٩٦، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٣٣٦، و"روح المعاني" ٢٨/ ٥٠.
وقال الشوكاني: والحق أن هذه الآية عامة في كل شيء يأتي به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أمر أو نهي أو ترك أو فعل، وإن كان السبب خاصًا، فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وكل شيء أتانا به من الشرع فقد أعطانا إياه وأوصلنا إليه ... وما أنفع هذه الآية وأكثر فائدتها. "فتح القدير" ٥/ ٢٧٨.
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" ١٤٨ أ.
(٣) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ١٤٥.
(٤) (ك): (أحوجهم).
(٥) انظر: "تفسير مقاتل" ١٤٨ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>