للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن الله عَزَّ وَجَلَّ قد لعنه والمؤمنون، لعنة لازمة إلى يوم الدين، ثم يحصل حينئذ على الجزاء بعذاب النار، فمعنى التوقيت بيوم الدين، أنه يكون ملعونًا مبعدًا عن رحمة الله من غير عذاب النار إلى يوم الدين، ثم يضم له عذاب النار مع اللعنة يوم الدين.

٣٨ - قوله تعالى: {إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} قال ابن عباس: يريد النفخة الأولى حين تموت الخلائق (١)، قال الكلبي: إذا نفخ النفخة الأولى مات الخلائق كلهم ومات إبليس معهم (٢)، وإنما سمي الوقت المعلوم؛ لأنه (٣) تموت (فيه الخلائق وإبليس، واسْتَنْظر إبليس) (٤) إلى (٥) يوم القيامة لئلا يموت؛ إذ يوم القيامة لا يموت فيه أحد، فلم يُجَبْ إلى ذلك، وقيل له: (إلى يوم الوقت المعلوم)، وهو آخر أيام التكليف.

٣٩ - قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي} قال أبو عبيدة: معنى الباء هاهنا القَسَم (٦)، وقال غيره: هي بمعنى السبب (٧)، أي: بكوني غاويًا


(١) ورد في "تفسير الماوردي" ٣/ ١٦٠ بنحوه، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ١٨٤ وعزاه إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه، وفيهما: (إبليس) بدل (الخلائق)، وانظر: "تفسير القرطبي" ١٠/ ٢٧ بنصه، والألوسي ١٤/ ٤٨، وورد بنصه غير منسوب في "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٤٨ب، و"تفسير البغوي" ٤/ ٣٨١ غير منسوب لابن عباس، والفخر الرازي ١٩/ ١٨٤، وأبي حيان ٥/ ٤٥٣.
(٢) لم أقف عليه.
(٣) في جميع النسخ (لا) فقط ولا معنى له، والمثبت تصويب من "تفسير الوسيط" ٢/ ٣٥٦.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ)، (د).
(٥) في (أ)، (د): (إذ) والمثبت من (ش)، (ع).
(٦) "مجاز القرآن" ١/ ٣٥١ بنحوه، وتقديره: بالذي أغويتني.
(٧) انظر: "تفسير ابن عطية" ٨/ ٣١٣، "تفسير الزمخشري" ٢/ ٣١٤، "الفريد في إعراب القرآن" ٣/ ١٩٨، الخازن ٣/ ٩٦، أبي السعود ٥/ ٧٨، الألوسي ١٤/ ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>