للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعنه أيضًا أنه قال: (هم أهل حَرَوْرَاء) (١) (٢)

١٠٤ - وقوله تعالى: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ} يجوز في {الَّذِينَ} الخفض بالنعت للأخسرين. ويجوز الرفع على الاستيئناف على معنى: هم الذين ضل سعيهم، بطل عملهم واجتهادهم في الدنيا: {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} يظنون أنهم بفعلهم محسنون، والصنع: مصدر صَنَع إليه معروفًا يصنع صنعًا، وأكثر ما يستعمل الصنع في الأعمال الحسنة (٣).

١٠٥ - قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ} أي: الأخسرين أعمالاهم: {الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ} جحدوا دلائل توحيده وقدرته {وَلِقَائِهِ} وكفروا بالبعث، والثواب، والعقاب.

{فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ} قال ابن عباس: (بطل اجتهادهم) (٤).


(١) حَرَوراء: بفتحتين وسكون الواو وراء أخرى وألف ممدودة: قرية بظاهر الكوفة، وقيل موضع على ميلين منها، نزل به الخوارج الذين خالفوا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فنسبوا إليها. انظر: "معجم البلدان" ٢/ ٢٤٥.
(٢) "جامع البيان" ١٦/ ٣٤، "تفسير القرآن" للصنعاني ١/ ٣٤٨، "المحرر الوجيز" ٩/ ٤١٥، "معالم التنزيل" ٥/ ٢١٠ وقال ابن كثير في "تفسيره" ٣/ ١١٩: إن هذه الآية تشمل الحرورية، كما تشمل اليهود والنصارى وغيرهم، لا أنها نزلت في هؤلاء على الخصوص، ولا هؤلاء بل هي أهم من هذا، فإن هذه الآية مكية قبل خطاب اليهود والنصارى، وقبل وجود الخوارج بالكلية، وإنما هي عامة في كل من عبد الله على غير طريقة مرضية يحسب أنه مصيب فيها، وأن عمله مقبول وهو مخطئ وعمله مردود، كما قاله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (٢) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (٣) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} [الغاشية: ٢: ٤].
(٣) "تهذيب اللغة" (صنع) ٢/ ٢٠٦٤، "الصحاح" (صنع) ٣/ ١٢٤٥، "المعجم الوسيط" (الصنع) ١/ ٢٣٦، "مختار الصحاح" (صنع) ص ١٥٥.
(٤) ذكرته كتب التفسير بدون نسبة. انظر: "معالم التنزيل" ٥/ ٢١٠، "المحرر الوجيز" ٩/ ٤١٥، "زاد المسير" ٥/ ٩٧، "لباب التأويل" ٤/ ٢٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>