للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنفسنا، وجائز (١) أن يكون (أخي) معطوفًا على (نفسي) فيكون المعنى: لا أملك إلا نفسي ولا أملك إلا أخي؛ لأن أخاه إذا كان مطيعًا له فهو مالك طاعته (٢).

وقوله تعالى: {فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} قال الكلبي: فاقض بيننا وبين القوم العاصين (٣).

٢٦ - قوله تعالى: {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ} الآية.

قال عطاء عن ابن عباس: حرم الله على الذين عصوا دخول بيت المقدس فماتوا في التِيه أجمعون، ولم يدخل بيت المقدس ممن خرج من مصر أحد، لا موسى ولا هارون ولا أحد منهم، إلا الرجلان اللذان قالا: {ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ} يوشع وكالب، دخلا بأبناء الذين خرجوا من مصر بعدما تاهوا أربعين سنة (٤).

قال الكلبي: قيل لموسى: أما إذ سميتهم فاسقين فإنها محرمة عليهم، فكانوا في التيه أربعين سنة في ستة فراسخ، وقُبِضَ هارون وموسى في التِّيه (٥).


(١) لعل هذا الجائز هو الجهة الثانية من الوجه الثاني.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١٦٤، ١٦٥، وانظر: "مشكل إعراب القرآن" ١/ ٢٢٣، والقرطبي في "تفسيره" ٦/ ١٢٨.
(٣) "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ١١٢. ونسبه ابن الجوزي إلى ابن عباس، انظر: "زاد المسير" ٢/ ٣٢٩.
(٤) أخرجه بمعناه الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٨٣ لكن من طريق عكرمة عن ابن عباس، وانظر: "زاد المسير" ٢/ ٣٣٠، والقرطبي في "تفسيره" ٦/ ١٣٠، وابن كثير في "تفسيره" ٢/ ٤٤.
وهذا قول, وسيأتي أن الراجح أن موسى عليه السلام: هو الذي فتح مدينة الجبارين.
(٥) انظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>