للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: أجد في نفسي أن ربي رب السموات والأرض. فقالوا: نحن كذلك نجده في أنفسنا، فقاموا جميعًا فقالوا: ربنا رب السموات والأرض) (١).

وقوله تعالى: {لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} أي: كذبًا وجورًا، قاله المفسرون (٢).

ومعنى الشطط في اللغة: مجاوزة القدر (٣). قال الفراء: (يقال: قد أشطّ في السَّوم، إذا جاوز القدر، ولم أسمع إلا أَشطَّ، يُشِطُّ، إِشطَاطًا، شَطَطًا) (٤). وحكى الزجاج وغيره: (شَطَّ الرجل وأَشَطَّ إذا جار) (٥). ومنه قوله: {وَلَا تُشْطِطْ} [ص: ٢٢]، ومثله أَشَطَّ، وأصل هذا من قولهم: بما شَطَّت الدار، إذا بعدت، فالشَّطَطُ في القول بعد عن الحق؛ وهو هاهنا منصوب على المصدر، والمعنى: لقد قلنا إذا قول شَطَط، قاله الزجاج (٦).

١٥ - وقوله تعالى: {هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً} هذا من قول أصحاب الكهف، ويعنون الذين كانوا في زمان دقيانوس عبدوا الأصنام {لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ} بحجة بينة.


(١) "جامع البيان" ١٥/ ٢٠٧، و"زاد المسير" ٥/ ١١٠، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٣٦٥، و"الدر المنثور" ٤/ ٣٨٨ وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) "جامع البيان" ١٥/ ٢٠٨، و"معالم التنزيل" ٥/ ١٥٦، و"المحرر الوجيز" ٩/ ٢٥١، و"تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٨٤.
(٣) "مقاييس اللغة" (شط) ٣/ ١٦٥، و"القاموس المحيط" (شط) ص ٦٧٤، و"لسان العرب" (شطط) ٤/ ٢٢٦٣، و"المفردات في غريب القرآن" (شطط) (٢٦٠).
(٤) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٤٠٣.
(٥) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٢٧٢.
(٦) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>