للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صليت نحو قبلتهم بعد الذي جاءك من العلم في التحويل إلى الكعبة.

والقول الثاني: إن المراد بقوله {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ} أمةُ محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأما محمد فقد عصمته. وإياكم أخاطب وأنهى وأؤدب، فقد علمتم أن محمدًا قد جاءكم بالحق والصدق، فلا تتبعوا أهواء الكافرين، فلا يكونَ لكم من دوني ولي ولا نصير، فالخطاب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمراد منه أمته (١).

١٢١ - ثم ذكر أن من كان منهم غير متعنّت ولا حاسد ولا طالب رئاسة تلا التوراة كما أنزلت، فرأى فيها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حق فآمن به. فقال: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} قال ابن عباس: نزلت في الذين قدموا مع جعفر بن أبي طالب (٢) من أهل الحبشة، وكانوا من أهل الكتاب، آمنوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - (٣).

ومعنى قوله: {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} قال ابنُ مسعود: يُحِلِّون حلالَه،


(١) ينظر: "تفسير القرطبي" ٢/ ٩٤.
(٢) جعفر بن أبي طالب، ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأخو علي بن أبي طالب لأبويه وهو الملقب بالطيار، وكان أشبه الناس بالنبي - صلى الله عليه وسلم - خلقًا وخُلُقًا، هاجر الهجرتين، وعينه النبي صلى الله عليه خلفًا لزيد بن حارثة في مؤته واستشهد فيها سنة ٨هـ. ينظر: "الاستيعاب" ١/ ٣١٢، "أسد الغابة" ١/ ٣٤١.
(٣) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١١٤٧، ونقله الواحدي في "أسباب النزول" ص ٤٣ وأبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٣٦٧ من رواية عطاء والكلبي: نزلت في أصحاب السفينة الذين أقبلوا مع جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة، كانوا أربعين رجلًا من الحبشة وأهل الشام. وقال ابن حجر في "العجاب" ١/ ٣٧٤ تعقيبًا: ذكر بأبسط منه الثعلبي في "تفسيره" وقد ذكره الحيري في "الكفاية" ص ٧٠، والسمعاني في "تفسيره" ٢/ ٣٨، والبغوي في "تفسيره" ١/ ١٤٤، وأبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٣٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>