للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يريد به خذوا (١)، هذا كلام الفراء مع زيادة شرح لابن الأنباري.

قال أبو علي: اللام إنما تدخل عل فعل الغائب؛ لأن المواجهة (٢) استغني فيه عن اللام بقولهم: افعل، فصار مشبهًا للماضي في (يدع) الذي استغني عنه بـ (ترك)، ولو قلت: (فلتفرحوا) فألحقت التاء لكنت مستعملاً لما هو كالمرفوض وإن كان الأصل، فلا تُرجِّح القراءة بالتاء أن ذلك هو الأصل، لما قد ترى كثيراً من الأصول المرفوضة، وحجة من قرأ بالتاء أنه اعتبر الخطاب وهو قوله: {قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ} [يونس: ٥٧]، وقرئ (تجمعون) بالتاء (٣) أيضًا، ووجه قول من قرأ ذلك أنه عني المخاطبين والغُيَّب جميعا، إلا أنه غلّب المخاطب على الغائب كما يغلب التذكير على التأنيث، وكأنه أراد المؤمنين وغيرهم (٤).

٥٩ - قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ} قال المفسرون: الخطاب في هذه الآية لكفار مكة (٥) و (ما) هاهنا فيه وجهان، أحدهما: أن يكون بمعنى: الذي، فينتصب بـ (رأيتم)، والآخر: أن يكون بمعنى: أي، في الاستفهام، فينتصب بـ (أنزل) وهو قول الزجاج؛ لأنه


(١) "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٧٠، وقد أشار المؤلف إلى انه أدخل فيه كلام ابن الأنباري.
(٢) هكذا في جميع النسخ، وهو كذلك في إحدى نسخ "الحجة"، كما بين ذلك المحقق، لكنه اعتمد لفظ: المواجه، وهو أجدر بالسياق.
(٣) هي قراءة ابن عامر وأبي جعفر ورويس عن يعقوب.
انظر: "الغاية" ص ١٧١، "النشر" ٢/ ٢٨٥، "إتحاف فضلاء البشر" ص ٢٥٢.
(٤) "الحجة للقراء السبعة" ٤/ ٢٨٢ بتصرف.
(٥) انظر: "تفسير ابن جرير" ١١/ ٢٧١، والثعلبي ٧/ ١٧ ب، والبغوي ٤/ ١٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>