للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ} قال أبو إسحاق: (أي: فسّروا ما حرّمتم بعلم، أي: فأنتم لا علم لكم؛ لأنكم لا تؤمنون بالكتاب) (١).

١٤٤ - قوله تعالى: {وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ} إلى قوله {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ} مفسر في الآية الأولى.

قال أبو إسحاق في قوله: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا} (أي: هل شاهدتم الله قد حرّم هذا إذ كنتم لا تؤمنون برسول) (٢).

وقال ابن قتيبة: ({أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ} حين أمر الله بهذا، فتكونون على يقين، فلما لزمتهم الحجة ولم تكن عندهم علّة موجبة لتحريم ما حرّموا، بيّن الله تعالى أنهم فعلوا ذلك كذبًا على الله في قولهم، كذا أمرنا الله فقال: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ} (٣)، قال ابن عباس: (يريد: عمرو بن لُحيّ ومن جاء بعده، {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [قال: يريد: المشركين (٤)]) (٥).


(١) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٩٩، ومثله ذكر النحاس في "معانيه" ٢/ ٥٠٦، وانظر: "تفسير الطبري" ٨/ ٦٧.
(٢) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٩٩، وانظر: "معاني الفراء" ١/ ٣٦٠، و"معاني النحاس" ٢/ ٥٠٦.
(٣) "تأويل مشكل القرآن" ص ٣٤١، وفيه: (أي: حين أمر الله بهذا فتكونون على يقين؟ أم تفترونه عليه وتختلقونه؟ توبيخ {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ}) اهـ.
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من (أ).
(٥) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٣٢، وابن الجوزي في "تفسيره" ٣/ ١٣٩، والرازي ١٣/ ٢١٧، وذكره بدون نسبة البغوي في "تفسيره" ٣/ ١٩٨، والخازن ٢/ ١٣٢، وابن كثير ٢/ ٢٠٥، والآية عامة يدخل فيها كل من أدخل في دين الله تعالى ما ليس فيه, وأول من يدخل في هذا الوعيد عمرو بن لحي؛ لأنه أول من =

<<  <  ج: ص:  >  >>