للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأنشد ابن الأنباري لعمران بن (١) حطان:

لاَ تَجْعَلَنْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْزِلِي ... يَا رَبِّ (٢) مَنْزِلَ خَاسِئً مَدْحُورِ (٣)

وتقدير الآية: كونوا خاسئين قردة، لأنه لولا التقديم والتأخير لكان: قردة خاسئة (٤).

٦٦ - قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا} الآية، اختلفوا في الكناية، فقيل: إنها راجعة إلى القردة (٥).

وقال الفراء: الكناية تعود إلى المسخة (٦)، لأن معنى: {كُونُوا قِرَدَةً} مسخناهم قردة، فوقعت الكناية عن الكلام المتقدم (٧).


(١) في (ج): (عمر بن الخطاب). وابن حطان: هو عمران بن حطان من بني عمرو بن سيبان بن ذهل، كان رأس القَعدة من الصُّفْرية إحدى فرق الخوارج، وكان خطيبًا شاعرا، توفي سنة أربع وثمانين ذكر الجاحظ أخباره في "البيان والتبيين" ١/ ٤٧، والمبرد في "الكامل" ٣/ ١٦٧، وانظر: "تهذيب التهذيب" ٣/ ٣١٧.
(٢) في (ج): (يارب منزلى).
(٣) لم أجد هذا البيت فيما اطلعت عليه من شعر عمران بن حطان ضمن "ديوان الخوارج" جمع نايف محمود معروف، ولا في "شعر الخوارج" لـ (إحسان عباس).
(٤) أي لو كان (خاسئين) صفة لقردة لقال: (خاسئة)، انظر "الوسيط" ١/ ١٢٥، وللعلماء في إعرابه وجوه: الأول: أنه خبر ثانٍ لـ (كان)، أو حال من (الواو) في كونوا، أو نعت لقردة، وهذا الوجه رده المؤلف. انظر: "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ١٨٤، و"المشكل" لمكي ١/ ٥٢، "تفسير ابن عطية" ١/ ٣٣٦، و"البيان" ١/ ٩٠، و"الإملاء" ١/ ٤١، "الدر المصون" ١/ ٤١٤.
(٥) انظر: "تفسير الطبري" ٢/ ١٧٦، "تفسير الثعلبي" ١/ ٨١ أ، "تفسير الماوردي" ١/ ٣٧٥.
(٦) "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٣.
(٧) انظر: "تفسير الطبري" ١/ ٣٣٣، "زاد المسير" ١/ ٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>