للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على ضروب كلها يرجع إلى معنى انقطاع الشيء في تمامه) (١). وقد ذكرنا معاني القضاء في سورة البقرة.

قال أهل العلم: (إنما لم ينظروا ولو نزل الملك؛ لأنه يجب أن يجروا على سنة من قبلهم ممن طلب الآيات فلم يؤمنوا، فأهلكوا بعذاب الاستئصال كثمود وعاد، لحكم الله في خلقه بذلك؛ لأنه أزجر عن التحكم بطلب الآيات، وأدعى إلى الإيمان خوفا من الإهلاك) (٢).

وقال الضحاك: (لو أتاهم ملك في صورته لماتوا) (٣).

وقوله تعالى: {ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ} قال ابن عباس: إلا يؤخرون لتوبة ولا لغير ذلك) (٤).

٩ - وقوله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا} أي: لو جعلنا الرسول ملكًا أو الذي ينزل عليه ليشهد له بالرسالة كما يطلبون ذلك.

{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا} (٥) قال ابن عباس (٦) والمفسرون (٧): (لأنهم لا يستطيعون أن يروا الملك في صورته؛ لأن


(١) كذا في النسخ، وعند الزجاج: (انقطاع الشيء وتمامه).
(٢) انظر: "تفسير الماوردي" ٢/ ٩٧، و"تفسير البغوي" ٣/ ١٢٩.
(٣) ذكره البغوي في "تفسيره" ٣/ ١٢٩، وأخرجه الطبري في "تفسيره" ٧/ ١٥٢، بسند ضعيف عن الضحاك عن ابن عباس.
(٤) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٧/ ١٥٢ - ١٥٣، وابن أبي حاتم ٤/ ١٢٦٦ بسند ضعيف.
وذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٢، وابن الجوزي "تفسيره" ٣/ ٨.
(٥) لفظ: (لجعلناه) عليه طمس في (أ).
(٦) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٧/ ١٥٢ - ١٥٣، وابن أبي حاتم ٤/ ١٢٦٦ بسند ضعيف.
(٧) انظر: "تفسير الطبري" ٧/ ١٥٢، وذكره ابن عطية في "تفسيره" ٥/ ١٣٣، عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن زيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>