للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عنهم الغيث، وجف النبت (١).

قال الكلبي: يقول الله تعالى: لو فعلت ذلك بهم لفعلوا (٢)؛ يعني: أنهم يفرحون عند الخصب، فلو أرسلت عذابًا على زرعهم كفروا سالف نعمتي، وكفروا ما كانوا يستبشرون به، وليس كذا حال المؤمن؛ لأنه لا يستشعر الخيبة والكفران عند الشدة والمحنة.

٥٢، ٥٣ - قوله تعالى: {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} هذه الآية، والآية التي بعدها مفسرتان في سورة: النمل (٣).

٥٤ - قال مقاتل: ثم أخبر عن خلق أنفسهم ليتفكر المكذب بالبعث في خلق نفسه فقال: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} (٤) قال قتادة والكلبي: يعني من نطفة (٥).

قال الزجاج: تأويله أنه خلقكم من النُّطفِ في حال ضعف (٦).

قال أبو علي: المعنى: خلقكم من ذي ضعف، أي: من ماء ذي ضعف، كما قال: {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} [المرسلات: ٢٠] (٧). ومعنى ضَعفِ ذلك الماء: أنه قليل.


(١) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٨٩.
(٢) "تنوير المقباس" ٣٤٣.
(٣) عند قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ ..} [٨٠، ٨١].
(٤) "تفسير مقاتل" ٨٠ ب.
(٥) أخرجه ابن جرير ٢١/ ٥٦، عن قتادة. و"تفسير مقاتل" ٨٠ ب. و"تنوير المقباس" ص ٣٤٣، وذكره ابن قتيبة، "غريب القرآن" ص ٣٤٣، ولم ينسبه.
(٦) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٩٠.
(٧) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٤٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>