(٢) قرأ حفص وحمزة والكسائي بالتوحيد، وقرأ الباقون بالجمع، وحجة من وحّد أن (الصلاة) بمعنى الدعاء، والدعاء صنف واحد وهي مصدر والمصدر يقع للقليل والكثير بلفظه، وحجة من جمع أنه قدر أن الدعاء مختلف أجناسه وأنواعه فجمع المصدر لذلك، انظر: "الكشف" ١/ ٥٠٧، "السبعة" ص ٣١٧، "إتحاف" ص ٢٥٩. (٣) عند قوله تعالى: {إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} [براءة: ١٠٣]. ونقل في توجيه القراءة ما ذكره أبو علي حيث قال: "الصلاة مصدر يقع على الجميع والمفرد بلفظ واحد، كقوله سبحانه: {لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: ١٩]، فإذا اختلفت جاز أن يجمع، لاختلاف ضروبه، كما قال: {إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}. ومن المفرد الذي يراد به الجمع قوله تعالى: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [الأنفال: ٣٥]، وقوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [البقرة: ٤٣]، والمصدر إذا سمي به صار بالتسمية وكثرة الاستعمال كالخارج عن حكم المصادر، وإذا جمعت المصادر إذا اختلفت نحو قوله تعالى: {إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ} فأنْ يُجْمَع ما صار بالتسمية كالخارج عن حكم المصادر أجدر. (٤) "زاد المسير" ٤/ ١٤٩ عن عطاء.