(٢) القراءة الواردة في قوله: {وَلَا يَحْسَبَنَّ} في الآية: ١٧٨، ١٨٠ و {لَا تَحْسَبَنَّ}، و {فَلَا تَحْسَبَنَّهُم} في آية: ١٨٨ كالتالي: قرأها ابن كثير، وأبو عمرو، كلَّها بالياء، في كل القرآن. وقرأها نافع، وابن عامر (لا تحسبن) و (فلا تحسبنهم). وقرأ عاصم، والكسائي، ويعقوب: {يَحْسَبَنَّ} في الآية: ١٧٨، ١٨٠ بالياء. وقرأوا {تَحْسَبَنَّ} و {تَحْسَبَنَّهُم} في الآية: ١٨٨، بالتاء. وكَسَرَ الكسائيُّ السينَ، وفتحها عاصم. وقرأها حمزة كلَّها بالتاء. ومن قرأ {فَلَا تَحْسَبَنَّهُم} بالتاء، فتح الباءَ، ومن قرأها بالياء، ضم الباء. انظر: "السبعة" ٢١٩، ٢٢٠، و"القراءات" للأزهري ١/ ١٣١، و"الحجة" للفارسي ٣/ ١٠٠ - ١٠١، و"الكشف" ١/ ٣٦٤ - ٣٦٨. (٣) يقال: (حَسِبْتُ الشيءَ): ظَنَنْتُه، (أحْسِبُه، وأحْسَبُه)، والكسر أجْوَدُ اللغتين). "تهذيب اللغة" ١/ ٨١٠ (حسب). قال الجوهري: (ويقال: (أحْسِبُه) -بالكسر-، وهو شاذٌّ؛ لأن كلَّ فِعْلٍ كان ماضيه مكسورًا، فإن مستقبله يأتي مفتوح العَيْنِ، نحو: (عَلِمَ، يَعْلَمُ)، إلا أربعة أحرف جاءت نوادر، قالوا: (حسِب يحسِب ويحسَبُ)، و (بَئِس يبأس ويَبْئِسُ)، و (يَئِس يَيْأسُ وَييئسُ)، و (نَعِمَ يَنعَمُ ويَنْعِم) فإنها جاءت من السالم بالكسر والفتح. ومن المعتَلِّ ما جاء ماضيه ومستقبله جميعًا بالكسر، نحو: (ومِقَ يمِق)، و (وفِقَ يَفِق)، و (وثِقَ يَثِق)، و (وَرع يَرعُ)، و (ورِمَ يَرِمْ)، و (ورث يرث)، و (وريَ الزندُ يَرِي)، و (وَلي يَلي). "الصحاح" ١/ ١١٢ (حسب).