للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وانتصب {مُبَارَكًا} على الحال. قال الزجاج (١): المعنى: لَلَّذي (٢) استقر بمكة في حال بَرَكَتِه، وقال (٣): هو حال مِنْ {وُضِعَ}، أي: وُضِعَ مباركًا.

وقوله تعالى: {وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} قال أبو إسحاق (٤): المعنى: وذا هُدَى (٥). قال: ويجوز أن يكون {وَهُدًى} في موضع رفع، على معنى: وهو هُدَى.

ومعنى كونه {وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ}: أنه قِبْلةُ صلاتهم، ودلالة على الله تعالى من حيث هو المدبر له (٦) بما لا يقدر عليه غيره، مِن أَمْنِ الوحوش فيه، حتى يجتمع الكلبُ والظَبْي (٧) فلا يعدوا عليه، وحتى يأنَسَ الطيرُ فلا يمتنع كما يمتنع في غيره، إلى غير ذلك من الآثار البينة فيه، مع البَرَكة التي يجدها من حج البيت.

٩٧ - قوله تعالى: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} قال ابن عباس (٨): يريد:


(١) في "معاني القرآن" له: ١/ ٤٤٥.
(٢) في (ج)، "معاني القرآن" الذي.
(٣) هذا القول ليس في "معاني القرآن" عند الموضع السابق، وقد يكون نقله المؤلف من موضع آخر في كتاب المعاني، لم أقف عليه، وقد يكون المؤلف حكى معنى قول الزجاج.
(٤) في "معاني القرآن" له ١/ ٤٤٥. نقله عنه بتصرف قليل.
(٥) هذه العبارة غير موجودة في "معاني القرآن" في الموضع السابق.
(٦) في (ب): (الذي) بدلًا من: (له بما).
(٧) في (ج): (والصبي).
(٨) الذي وقفت عليه عن ابن عباس -من رواية عطية- أنه فسره بمقام إبراهيم والمشعر. إلا أنه ورد عنه -من رواية عطاء بن أبي رباح، عنه- أنه قرأ {فيه آيةٌ بيِّنَةٌ}، وفسره بـ (مقام إبراهيم)، وفسر مقام إبراهيم بأنه الحج كله.=

<<  <  ج: ص:  >  >>