للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الكلبي: لا يعرفون صلة اليتيم (١). وهذا يحتمل معنيين:

أحدهما (٢): أنهم لا يبرونه، ولا يعطونه، ولا يحسنون إليه.

والثاني: أنهم لا يعطونه الميراث على ما جرت به عادتهم من حرمان اليتيم ما كان من الميراث، ويدل على هذا المعنى قوله: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ}، ويدل على المعنى الأول: قوله:

١٨ - {وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} قال مقاتل: ولا يطعمون مسكينًا (٣).

والمعنى: لا يأمرون بإطعامه كقوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (٣٣) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} [الحاقة: ٣٣ - ٣٤].

ومن قرأ: "يحاضون" أراد تتحاضون، فحذف تاء تتفاعلون، والمعنى لا يحض بعضكم بعضًا.

{وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ} قال أبو إسحاق: التراث أصله الوُراث (٤)، ولكن التاء تبدل من الواو إذا كانت مضمومة، نحو تُجاه، أصله وُجَاه من واجهت (٥).


(١) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٢) وهناك احتمالات أخرى ذكرها الفخر الرازي في "التفسير الكبير" ٣١/ ١٧٣.
(٣) بمعناه في تفسيره: ٢٣٩ ب، "التفسير الكبير" ١٣/ ١٧٣.
(٤) التراث: هو الميراث. قال بذلك الخزرجي في "نفس الصباح" ٧٨١. والمراد بالميراث ما ينقل إلى الغير من قُنْية ومن غير عقد، ولا يجري مجرى العقد وذلك بعد أن يموت مالكها، ولذلك يقال للقِنْية الموروثة ميراث وإرث وتراث أصله وُراث فقلبت الواو ألفًا وتاء. انظر: "المفردات في غريب القرآن" ٥١٨.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٢٣ بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>