للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٧٦ - قوله تعالى: {وَنُوحًا} منصوب على معنى واذكر نوحًا (١) كذلك من ذكر بعده من النبيين في هذه السورة (٢).

{إِذْ نَادَى} دعا ربه {مِنْ قَبْلُ} من قبل إبراهيم ولوط لأنه كان قبلهما (٣)، دعا على قومه بالهلاك فقال: {رَبِّ لَا تَذَرْ} [نوح: ٢٦] الآية.

{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ} يعني من كان معه في سفينته {مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} قال ابن عباس: يريد الغرق وتكذيب قومه له (٤).

٧٧ - قوله تعالى: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ} أن منعناه منهم أن يصلوا إليه


(١) (نوحًا) ساقطة من (أ).
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٩٩ مع اختلاف يسير. وفي نصب (نوحًا) وجه آخر: وهو أنه معطوف على (لوطا) فهو مشترك معه في عامله الذي هو (آتينا) المفسر بـ (آتيناه) الظاهر، وكذلك (داود وسليمان)، والتقدير: ونوحا آتيناه حكما، وداود وسليمان آتيناهما حكما. "الإملاء" للعكبري ٢/ ١٣٥، "الدر المصون" ٨/ ٨٤ - ١٨٥.
(٣) قال ابن عاشور في "التحرير والتنوير" ١٧/ ١١٣: وفائدة ذكر هذه القبلية التنبيه على أن نصر الله أنبياءه سنته المرادة له، تعريضًا بالتهديد للمشركين المعاندين ليتذكروا أنه لم تشذ عن نصر الله رسله شاذة ولا فاذة.
(٤) ذكره البغوي ٥/ ٣٣١، وابن الوزي ٥/ ٣٧٠، والرازي ٢٢/ ١٩٣ منسوبًا إلى ابن عباس. وقال الرازي عن هذا القول بعد ذكره لثلاثة أقوال في الكرب أولهما: أنه الغرف وثانيهما: أنه تكذيب قومه له، وثالثهما: أنه مجموع الأمرين وعزاه لابن عباس: وهو الأقرب؛ لأنه عليه السلام كان قد دعاهم إلى الله تعالى مدة طويلة، وكان ينال منهم كل مكروه، وكان الغم يتزايد بسبب ذلك، وعند إعلام الله تعالى إياه أنه يغرقهم وأمره باتخاذ الفلك كان أيضًا على غم وخوف من حيث أنه لم يعلم من الذي يتخلص من الغرق ومن الذي يغرق، فأزال الله عنه الكرب العظيم بأن خلصه من جميع ذلك وخلص جميع من آمن معه.
وعلى الوجه الثاني اقتصر ابن كثير -رحمه الله- في "تفسيره" ٣/ ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>