للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ قالَ الشَّيْخُ المُفَسِّرُ رَحِمَهُ الله في نسخَتِهِ الأَصْل) (١):

وقد يسر الله تعالى، وله الحمد لحسن توفيقه تحرير هذا الكتاب الذي لم يسبق إلى مثله في هذا الباب شرحًا وبيانًا ونظمًا وإتقانًا، (وإطنابًا) (٢) غير ممل، وإيجازًا غير مخل، حتى برز عند تمامه كالروض غب رِهَامه (٣)، وأثواب (٤) الوشي منهما، وبدائع الحلى منظمًا قد أخرج لساني عن عهدة ضماني بإيفاء شرائطه، والقيام بموجب حقوقه، بعد تراخي المهلة، وتطاول المدة من يوم افتتاحه إلى يوم اختتامه - (لنكد الدهر، وقلة مساعدة الزمان الخوان ذي اللوان) (٥)، وقد كنت تعبت دهرًا طويلًا


(١) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٣) الرِّهمة بالكسر المطرة الضعيفة الدائمة، والجمع رِهَم ورِهام، وروضة مرهومة. قال أبو زيد: ومن الديمة الرِهْمَة، وهي أشد وقعًا من الديمة، وأسرع ذهابًا. "الصحاح" ٥/ ١٩٣٩ (رهم).
(٤) في (ع): (أفواق).
(٥) تضمن ما بين القوسين عبارات للإمام الواحدي فيها من سب الدهر الذي نهي عنه، وجاءت الأدلة بتحريمه، فقد ورد في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار). أخرجه البخاري في "الجامع الصحيح" ٣/ ٢٩١: ح ٤٨٢٦: كتاب التفسير: سورة ٤٥، ومعنى الحديث: أن العرب كان من شأنها ذم الدهر أي سبه عند النوازل، لأنهم كانوا ينسبون إليه ما يصيبهم من المصائب والمكاره، فيقولون: أصابتهم قوارع الدهر، وأبادهم الدهر، فإذا أضافوا إلى الدهر ما نالهم من الشدائد سبوا فاعلًا، فكان مرجع سبها إلى الله عز وجل إذ هو الفاعل في الحقيقة للأمور التي يصنعونها، فنهوا عن سب الدهر. انظر: "فتح المجيد" ٤١٢. والحديث صريح في النهي عن سب الدهر مطلقًا سواء اعتقد أنه فاعل أو لم يعتقد ذلك كما يقع كثيرًا ممن يعتقد الإسلام. نقلا عن "تيسير العزيز الحميد" ص ٥٤٥.=

<<  <  ج: ص:  >  >>