للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣٨ - قوله تعالى: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ} قال أهل اللغة (١): (ههنا) و (هنا) تقريب (ثَمَّ) (٢).

ومعنى (هنالك)؛ أي: عند ذلك. و (وهنالك): مَحَلٌّ ومَوْضِعٌّ؛ كما أنَّ (حيث): مَحَلٌّ، و (عِنْدَ)، و (حِينَ): وقتان.

فلو قال عز وجل: (عند ذلك دعا زكريا) لكان جائزاً (٣)، بمثل (٤) معنى (هنالك). ولكن العرب تضع المحل موضع اسم الوقت في مثل هذا، فيقولون: (كان ذلك حيث وَليَ زيدٌ) بمعنى حين وَليَ، وكذلك (هنالك): مَحَلٌ يوضع (٥) موضع (عند)، وقد يكون مجاز (هنالك) في هذا الموضع


(١) انظر مادة: (هنا) في "الصحاح" ٦/ ٢٥٦١، "اللسان" ٨/ ٤٧١٥، "تاج العروس" ٢٠/ ٤٣٢.
(٢) (ثَمَّ) بفتح الثاء، وتشديد الميم: اسم إشارة إلى المكان البعيد، وهو ظرف مكان، لا يتصرف، مبني على الفتح، في محل نصب على الظرفية، ويقال: (ثَمَّةَ) والتاء فيه لتأنيث اللفظ فقط. انظر: "معجم الشوارد النحوية" لمحمد شراب ٢٢٧، "معجم النحو" للدقر: ١٢٤. أما (هنا) و (هناك) فيقول عنهما الجوهري: (للتقريب، إذا أشرت إلى مكان، و (هناك) و (هنالك): للتبعيد). "الصحاح" ٦/ ٢٥٦١ (هنا).
(٣) قول المؤلف: (فلو قال .. لكان جائزًا)، أقول: غفر الله للمؤلف، ليته لم يقل هذه العبارة، فإنها كلمةٌ فيما أرى عظيمةٌ، يجب أن لا تقال في حق الله تعالى، وهل يجوز أن نقترح على الله تعالى.؟! ومتى كان الحق عز وجل لا يقول الأفضل من القول، والأبلغ من الكلام، والفَصْلَ في الخطاب، حتى نقول نحن البشر القاصرون مثل تلك المقولة العظيمة.؟! فالله تعالى يضع الكَلِمَ وفق حكمته وعلمه، وهو الأحكم الأعلم.
(٤) في (د): (مثل).
(٥) في (ج): (موضع).

<<  <  ج: ص:  >  >>