للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ممّا بكم (١).

وهذا الذي ذكره هو قول عطاء، قال: هي البيوت الخربة، والمتاع: قضاء الحاجة فيها من الخلال والبول (٢).

٣٠ - {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} يقال: غضّ بصره يغضُّه غضّا، ومثله أغضى (٣). قال جرير:

فغضّ الطَّرف إنك من نمير ... فلا كعبًا بلغت ولا كلابا (٤)


(١) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٣٩. وفيه: متفرّجون فيها.
(٢) ذكره عنه الثعلبي ٣/ ٧٧ أبهذا اللفظ.
ورواه الطبري ١٨/ ١١٤، وابن أبي حاتم ٧/ ٣٤ أعنه مختصرًا.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ١٧٥ مختصرًا، ونسبه أيضًا لعبد بن حميد وابن المنذر.
قال الطبري ١٨/ ١١٥ - بعد ذكره للخلاف في معنى البيوت غير المسكونة-: وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب أن يقال: إن الله عمَّ بقوله: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ} كلَّ بيت لا ساكن به لنا فيه متاع ندخله بغير إذن؛ لأن الإذن إنّما يكون ليؤنس المأذون عليه قبل الدخول، أو ليأذن للداخل إن كان مالكًا، أو كان فيه ساكنًا.
فأما إن كان لا مالك له. فيحتاج إلى إذنه لدخوله. ولا ساكن فيه. فيحتاج الداخل إلى إيناسه والتسليم عليه؛ لئلا يهجم على ما لا يحب رؤيته منه. فلا معنى للاستئذان فيه. فإذا كان كذلك فلا وجه لتخصيص بعض ذلك دون بعض. فكل بيت لا مالك له ولا ساكن من بيت مبني ببعض الطرق للمارّة والسابلة ليأووا إليه، أو بيت خراب قد باد أهله ولا ساكن فيه، حيث كان ذلك فإن لمن أراد دخوله أن يدخل بغير استئذان لمتاع له يؤوبه إليه، أو للاستمتاع به لقضاء حقه من بول أو غائط أو غير ذلك.
وانظر أيضًا "أحكام القرآن" لابن العربي ٣/ ١٣٦٤.
(٣) انظر: "تهذيب اللغة" "المستدرك" ص ٣٦، "لسان العرب" ٧/ ١٩٧ (غضض).
(٤) البيت في "ديوانه" ٣/ ٨٢١ و"تهذيب اللغة" للأزهري "المستدرك" ص ٣٦ =

<<  <  ج: ص:  >  >>